نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على الفاشر.. والجيش السوداني يلتزم الصمت, اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025 10:56 مساءً
أعلنت قوات الدعم السريع، مساء الأحد، سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، بعد معارك وُصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش السوداني حتى اللحظة.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها "بسطت سيطرتها على مدينة الفاشر بعد معارك بطولية وحصار طويل أنهك العدو ومزق خطوط دفاعه"، مؤكدة أن مقاتليها استولوا على مقر الفرقة السادسة مشاة بالمدينة.
ونشرت القوات مقاطع مصوّرة تُظهر احتفال عناصرها أمام لافتة كُتب عليها "مقر الفرقة السادسة"، إلى جانب مشاهد لانسحاب آليات عسكرية تابعة للجيش من المنطقة. كما أظهرت تسجيلات أخرى احتفالات لعناصر الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي تخضع لسيطرتها منذ أشهر.
ويُعدّ سقوط الفاشر - إن تأكدت السيطرة الكاملة عليها - تطوراً ميدانياً حاسماً، إذ يعني سيطرة قوات الدعم السريع على الولايات الخمس لإقليم دارفور، الأمر الذي يقسم البلاد فعلياً بين شرق خاضع للجيش وغرب تحت نفوذ الدعم السريع.
ويُشكّل إقليم دارفور، الذي يمتد على مساحة تقارب نصف مليون كيلومتر مربع، ربع مساحة السودان تقريباً، ويُقدَّر سكانه بنحو 17% من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة. وتكتسب المنطقة أهمية استراتيجية لكونها تتصل بحدود أربع دول هي ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان آخر أن سيطرتها على الفرقة السادسة تمثل "نقطة تحول نحو بناء دولة جديدة تحقق تطلعات السودانيين"، زاعمة أنها كبّدت الجيش السوداني "خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، ووصفت خصومها بـ"جيش الحركة الإسلامية وحركات الارتزاق".
في المقابل، أفادت مصادر عسكرية بأن اشتباكات عنيفة ما زالت تدور في محيط الفرقة السادسة وسط المدينة، مشيرة إلى أن الجيش نفذ انسحاباً تكتيكياً لإعادة التموضع، بينما تواصل وحدات من المقاومة الشعبية والجيش عمليات قنص ضد عناصر الدعم السريع.
وقال متحدث باسم المقاومة الشعبية في الفاشر إن المدينة "ما زالت صامدة، وكل شارع فيها يعرف طريق المقاومة"، في إشارة إلى استمرار المعارك في بعض الجيوب داخل المدينة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل تحركات دولية لإحياء جهود الوساطة. فقد استضافت واشنطن الأسبوع الماضي اجتماعاً للمجموعة الرباعية الخاصة بالسودان - وتضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات - بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وانتشار المجاعة والأوبئة في الفاشر ومناطق أخرى من دارفور.
ورغم تلك المساعي، لم تنجح المفاوضات حتى الآن في تحقيق اختراق حقيقي بين طرفي النزاع، بينما يحذّر مراقبون من أن سقوط الفاشر قد يشكّل نقطة تحول خطيرة في مسار الحرب الممتدة منذ أكثر من عام ونصف.

















0 تعليق