أسير فلسطيني يروي تفاصيل فقدان بصره بسبب التعذيب الإسرائيلي في سجن "سديه تيمان"

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسير فلسطيني يروي تفاصيل فقدان بصره بسبب التعذيب الإسرائيلي في سجن "سديه تيمان", اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025 10:06 صباحاً

رام الله - دنيا الوطن
فقد الشاب محمود سعيد أبو فول (28 عامًا) بصره بشكل كامل جراء التعذيب الذي تعرض له في سجن "سديه تيمان" الإسرائيلي، قبل نحو عشرة أشهر، بعد أن كان يعتمد على كراسي متحركة وعكازات إثر بتر ساقه قبل 12 عامًا في قصف الاحتلال لمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وقال أبو فول، لـ"وفا"، إن الضربات التي تلقاها على رأسه من قبل أحد جنود الاحتلال بعد شهر ونصف من اعتقاله أدت إلى فقدانه البصر بشكل دائم، مشيرًا إلى استمرار المعاناة من آلام شديدة في الرأس والعينين، إلى جانب صداع دائم وانعدام القدرة على فتح جفونه.

وأوضح أبو فول أنه طوال فترة الاحتجاز كان هو ومئات الأسرى، الذين رآهم، تحت تعذيب شديد، وأقسى اللحظات كانت عندما فقد بصره، حيث ضربه أحد جنود الاحتلال بكراس حديدية، بعد شهر ونصف من الاعتقال.

مضيفًا: "فقدت بصري عندما أمسك جندي برأسي وضرب جبهتي في مقعد حديدي عدة ضربات، رأيت ما أشبه بضوء أبيض، ومن بعدها لم أرَ النور حتى الآن".

وأشار إلى أنه بعد تلك الضربات أغمي عليه، فلم يعد يعي ما حوله، وبعد أن أفاق لم يرَ شيئًا، فاعتقد أن المسألة عدة ساعات أو أيام ثم يعود بصره، لكن الأمر تفاقم.

وقال، إن جفون عينيه التصقت ببعضها بشكل غريب ولم يعد يستطيع فتحهما، ويسيل منهما من وقت لآخر دم ودموع، وبات لهما رائحة كريهة.

وأبلغ السجناء إدارة السجن، فأرسلوا شخصًا فحصه وقال له "لا مشكلة"، ثم أرسل له مرهمًا وقطرة للعينين.

وقال أبو فول: "طوال فترة الاعتقال استلمت مرهمًا مرة واحدة وأكثر من مرة قطرة لكن لم أستفد شيئًا".

وأشار إلى أنه يشكو من ألم دائم في العينين والرأس: "أشعر بتيار كهربائي ينزل من رأسي لعينه اليسرى، ألم لا يُطاق مع صداع دائم."

وتعرض أبو فول، ومئات الأسرى، لأشد أنواع التعذيب البدني والنفسي، شملت الضرب على العمود الفقري، الإهانات، وإجبارهم على تناول الطعام وأيديهم مقيدة، فضلًا عن تهديداتهم بالقتل وسوء المعاملة المستمرة. كما سلب الاحتلال العكازات الخاصة به، مما زاد من صعوبة تحركه خلال فترة الاعتقال التي استمرت عشرة أشهر.

وأضاف أبو فول: "لقد تبولوا على أسرى وهددوهم بقتل أهلهم وأطفالهم، واستخدموا الدبابيس لوخز العضو الذكري."

وتم اعتقال أبو فول في 27 ديسمبر 2024 مع أكثر من 200 شخص من الطواقم الطبية والنازحين في مستشفى كمال عدوان، بعد حصار طويل للمستشفى التي لجأ إليها بسبب إعاقته، ونقل الأسرى لاحقًا إلى عدة مواقع، بينها مدرسة الفاخورة المحولة لمقر عسكري وقاعدة قرب قرية هربيا "زيكيم".

وأشار والد محمود، سعيد أبو فول (57 عامًا)، إلى أن الأطباء حتى الآن لم يتمكنوا من تشخيص حالة العينين بشكل كامل بسبب نقص المعدات الطبية الدقيقة، وأن أي عملية جراحية تحمل مخاطر كبيرة، رغم وجود تقنيات متخصصة يمكن أن تساعد في فتح العينين.

ويعيش أبو فول مع أسرته في خيمة مؤقتة بقرية الزوايدة بعد نزوحهم نتيجة دمار بيتهم في بيت لاهيا جراء القصف الإسرائيلي. ويواجه معاناة إضافية بسبب ظروف المعيشة الصعبة في الخيمة، المحاطة بمكب نفايات وغياب المرافق الأساسية، واضطراره للاعتماد الكامل على الآخرين في تفاصيل حياته اليومية.

وأكد أبو فول أنه يشتاق لرؤية أحبائه والشوارع والطبيعة، ويعبر عن ألمه العميق لافتقاده القدرة على الاعتماد على نفسه في أبسط شؤون حياته اليومية، لكنه لم يفقد الأمل في إمكانية استعادة بصره من خلال العلاج، سواء داخل فلسطين أو خارجها.

وسجل مركز المعلومات الوطني الفلسطيني ارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا نتيجة التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج خلال العامين الأخيرين إلى 77 أسيرًا، مع الإشارة إلى أن هذا العدد يشمل فقط من تم الكشف عن هوياتهم، فيما لا يزال العشرات من الأسرى رهن الإخفاء القسري.

ويتعرض آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، للقتل والتجويع المتعمد، ونشر الأمراض، والحرمان من العلاج، إضافة إلى اعتداءات جنسية وصلت إلى حد الاغتصاب، دون محاكمات عادلة أو تهم واضحة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق