جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي؛ عقده وزير التربية والتعليم العالي أ.د. أمجد برهم، بحضور سفير المملكة الأردنية الهاشمية في دولة فلسطين عصام البدور، ورئيس جامعة العلوم الإسلامية د.جعفر الفناطسة، ووكيل التربية والتعليم د. نافع عساف، وممثلين عن الأسرة التربوية والمؤسسات الشريكة والإعلاميين.

وفي مستهل كلمته، قال برهم: " لقاء اليوم حافل بالدلالات من حيث الزمكان، فالزمان يتوسّط ذكرى رحيل القائد ياسر عرفات، وذكرى إعلان الاستقلال، وها هم طلبة غزة يبرهنون صدق مقولة الراحل بأن الشعب الفلسطيني شعب الجبارين، الشعب الساعي للاستقلال والتحرر وبناء دولته المستقلة، أما المكان: فهو قاعة الشهيد ياسر عرفات الذي لطالما آمن بأن التعليم أداة للتحرر وللبناء".

وأردف قائلاً: "عشنا معكم أفراح طلبة 2006، وتزامن ذلك مع نهاية العدوان، واليوم نعيش معاً لحظة خاصة ونحن نعلن نتائج طلبة 2007، فقد كنّا مع 26 ألف طالب من طلبة 2006، واليوم نعلن نتائج 30 ألف طالب تقريباً، كما نعلن حصول الطلبة العشرة الأوائل في الفرعين العلمي والأدبي وأوائل بقية الفروع على منحة سيادة الرئيس محمود عباس أسوة بما جرت عليه العادة مع إعلان نتائج الثانوية العامة كل عام، لتكون مكرمته؛ تعبيراً عن بالغ التقدير لطلبة غزة".

وأكد الوزير برهم أن هذا الإنجاز كان تتويجاً لتعاون مثمر، ولعطاء المعلمين والمعلمين، ولإصرار الطلبة والطالبات، ولإسناد مؤسستيْ الرئاسة والحكومة حيث واصلت الوزارة بموجب ذلك تنفيذ تدخلاتها لصالح طلبة غزّة.

وتابع : "مع الإعلان عن نتائج توجيهي 2007 نطوي صفحة عامين من الانتظار، ويغدو لدينا 56 ألف طالب مؤهلين لدخول الجامعات، ونطمئن طلبة 2008 أننا نواصل جهودنا ليكونوا على موعد مع تقديم الامتحان مع نهاية العام الجاري، كما أن الدورة الثالثة من الامتحان لطلبة غزة خارج الوطن تنطلق في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وملتزمون بعقد دورة جديدة من امتحان التوجيهي لمن لم يتقدم من توجيهي 2006، و2007، والدراسة الخاصة، وسنعلن عن ترتيبات ذلك قريبا بعون الله".

وعبر عن شكره للمملكة الأردنية الهاشمية؛ عبر جامعة العلوم الإسلامية العالمية ومنصة WISE ، ولجمهورية مصر العربية التي تساند في عقد الامتحان هناك، ولدولة قطر عبر مؤسسة التعليم فوق الجميع وقطر الخيرية، ووزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولكل وسائل الإعلام ولشركات الاتصالات الفلسطينية، ووحدة تعليم غزة، والإدارة العامة للامتحانات، ووحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي.

وختم الوزير كلمته بتوجيه رسالة لطلبة غزة قال فيها: "لم يساورني الشك لحظة واحدة في أنكم جديرون ببذل جهد استثنائي، وهي أنكم مثال للتميز والإبداع، ونموذج ملهم، جديرون بالحياة، فاستقبلوا نتائجكم بفرح وبهجة، ثابرتم، واجتهدتم، كنتم مكلومين، والآن أنتم فرسان هذه اللحظة، فالصدارة تليق بكم، فقد واصلتم الدرب، وتجاوزتم كل صعب".

بدوره؛ قال السفير البدور" هذا يوم نشوان، يوم سعيد من غزة، فرغم الواقع الصعب يخرج للحياة فوج العلم ...فقرابة 31 ألف يعلنون انتصارهم للحياة من بين الركام"، لافتاً إلى أنه وبتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني سنمضي قُدماً في هذا المسار، مباركاً لطلبة غزة بكل فخر واعتزاز على جهودهم وتفانيهم.

وثمن السفير جهود جميع الجهات التي تكاملت وتعاضدت على مستوى وزارة التربية وجامعة العلوم الإسلامية للنجاح في هذا الحدث المهم الذي يعد قصة رائدة رغم كل الظروف الصعبة.

من جانبه؛ أكد الفناطسة أن هذه الإنجاز كبير وموقف مشرف في ظل الظروف الراهنة، وبتوجيهات ملكية سامية ساندنا الأهل في قطاع غزة ومن ثم عملنا بالشراكة مع وزارة التربية الفلسطينية من خلال منصة "وايز سكول" وحرصنا على عقد الامتحانات رغم كل الظروف الصعبة، مثمناً روح الشراكة مع جميع الجهات والأطراف التي تعاونت من أجل تحقيق هذا الإنجاز النوعي.

وفي ختام المؤتمر أعلن مدير عام الامتحانات محمد مسالمة نتائج العشرة الأوائل حيث حمل هذا الفوج اسم (الفينيق) في رسالة أن الطالب الغزي ينبعث من بين الركام متمسكاً بالأمل ويتجدد الطموح ويعاود رحلة الانطلاق صوب الحياة وإلى الذهاب نحو الحياة الجامعية.