نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ندوة «القدوات المجتمعية: الأهمية، والمعايير، والأدوار»، في إطار جهوده لتعزيز الوعي بالقضايا الاستراتيجية، وذلك بالشراكة مع جامعة الإمارات العربية المتحدة.
وجاءت الندوة التي عقدت في قاعدة الشيخ زايد بمقر المركز في مدينة أبوظبي، بالتزامن مع «عام المجتمع»، وفي إطار مشروع «مفكِّرو الإمارات»، وامتداداً للنقاشات المعمقة لملتقى «مفكرو الإمارات»، الذي ينظمه المركز سنويّاً.
وتضمنت الندوة إضافة إلى الجلسات الرئيسية عدداً من الجلسات المغلقة المصاحبة، شملت جلسة بعنوان «تحديد معايير القدوة المجتمعية»، وجلسة بعنوان «تحديد المجالات ذات الأولوية للقدوات»، شهدت كلٌ منها مشاركة نخبة من الأكاديميين من مختلف جامعات الدولة الذين أثروا الحوار بأفكارهم وإسهاماتهم، إضافة إلى خلوة القدوات الشبابية التي شهدت مشاركة الدكتور سلطان سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، وعدد من الإعلاميين والمؤثرين.
وأوضح الدكتور سلطان محمد النعيمي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن موضوع القدوات المجتمعية ليس مجرد محورٍ للنقاش، بل هو أساسٌ في بناء الإنسان وترسيخ القيم الأصيلة التي تُشكل هوية المجتمع.
من جانبه، وصف الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، في كلمته الافتتاحية، القدوة بأنها منظومة من القيم، مشيراً إلى أن صناعة القدوة مسؤولية جماعية تشارك في تحمُّلها الأسرة والمدرسة والإعلام والجامعة وسائر مؤسسات المجتمع.
ونوَّه عبدالله سلطان بن عواد النعيمي، وزير العدل، في الكلمة الرئيسية للندوة، بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قد عملت على صياغة إطار تشريعي متين يُحوِّل المفهوم النظري للقدوة إلى واقع عملي ملموس، يخضع للمساءلة والشفافية التامة، ويجعل الالتزام بالقانون فضيلة ذات حصانة قانونية تُكافأ وتُقدَّر، ومخالفته خطراً يستوجب المساءلة.
وخُصصت الجلسة الرئيسية الأولى لمناقشة «البعد الاستراتيجي لأهمية القدوات»، وشارك فيها كلُّ من الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي.
وركزت الجلسة على التحولات الجذرية في صناعة الوعي، وتأثُّر الشباب بالتطور التكنولوجي خلال بحثهم عن القدوة المجتمعية، وأهمية وضع سياسات واضحة لتحديد القدوات المجتمعية، وربطها بمؤشرات قابلة للقياس مثل الولاء الوطني، والتسامح، والتأثير الإيجابي.
وتناولت الجلسة الرئيسية الثانية موضوع «تحولات دور الرموز المجتمعية بين الماضي والحاضر»، وشارك فيها الدكتور سلطان محمد النعيمي، والدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور محمد بن هويدن عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة.
وناقشت الجلسة عدداً من آليات ترسيخ مفهوم القدوة، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصدد، وأهمية وجود لغة تخاطب الشباب، والحاجة إلى منظومة تعاون مؤسسي لصناعة القدوات.
وأعقب الندوة حفلُ توقيع الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أحدث كتبه، والذي يحمل عنوان «الرحم الاصطناعي.. عالم ما بعد التكاثر البشري»، كما وقع نسخة حديثة من كتابه «مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في القرن الحادي والعشرين.. قضايا وتحديات في عالم متغير».
وأكد عدد من المشاركين في خلوة الشباب ضمن فعاليات الندوة، أن الخلوة تم تنظيمها لاستطلاع آرائهم وتعريفهم للقدوة المجتمعية والركائز الأساسية التي تشكل شخصية القدوة ومعاييرها لتكون مؤثرة وكيفية تعزيزها كما تتضمن الخلوة جلسات وأنشطة تفاعلية.
وأشاروا إلى أنهم يعملون من خلال الخلوة كموجهين للشباب سعياً إلى العمل معاً لتحديد بوصلة القدوة المجتمعية الإماراتية عبر أربعة اتجاهات تمثل السلوك والأثر والقيم والهوية التي يجب أن يتحلى بها القدوة في مجتمعنا، مؤكدين أن وسائل التواصل الاجتماعي أو التحول الرقمي سببت شيئاً من الضبابية في تحديد القدوة لدى الشباب لذلك يجب أن يكونوا أكثر وعياً لذلك.
ندوة القدوات المجتمعية تبحث تعزيز الوعي بالقضايا الاستراتيجية

ندوة القدوات المجتمعية تبحث تعزيز الوعي بالقضايا الاستراتيجية
0 تعليق