أعلنت إدارة خدمات الجنسية والهجرة الأمريكية (USCIS) أن اختبار الحصول على الجنسية الأمريكية أصبح أكثر صعوبة بعد تحديثات أقرّها الرئيس دونالد ترامب، والتي بدأ تطبيقها رسمياً على كل من قدّم طلب التجنّس بعد 20 أكتوبر 2025.
يهدف القرار الجديد، بحسب بيان رسمي، إلى ضمان اندماج المهاجرين القانونيين بشكل صحيح في المجتمع الأمريكي وتعزيز الهوية الوطنية الموحّدة والالتزام بالدستور والمبادئ التأسيسية للولايات المتحدة.
مضاعفة عدد الأسئلة في المقابلة الشخصية
في التعديل الجديد الذي طلبه ترامب بحسب موقع People، زاد عدد الأسئلة التي يطرحها المسؤولون في المقابلة الشخصية على المتقدّمين من 10 إلى 20 سؤالاً، كما أصبح على المتقدّم الإجابة الصحيحة على 12 سؤالاً على الأقل للنجاح أي ضعف الحدّ الأدنى السابق الذي كان ستة أسئلة فقط.
وتُلزم القواعد الجديدة المسؤولين بإنهاء المقابلة فوراً إذا:
•أجاب المتقدّم بصورة صحيحة على 11 سؤالاً فقط.
•أخطأ في 9 أسئلة (مما يعني فشله في المحاولة).
تعقيد متطلبات النجاح للحصول على الجنسية الأمريكية
يتضمّن اختبار التجنّس الآن الذي يجيب عليه مُقدم الطلب قبل المقابلة الشخصية، 128 سؤالاً بدلاً من 100، تتنوع بين التاريخ والسياسة والمبادئ الدستورية.
ومن بين الأسئلة الجديدة:
•من الذي يسنّ القوانين الفيدرالية؟
•لماذا يوجد الدستور؟
•من عاش في أمريكا قبل وصول الأوروبيين؟
•اذكر ثلاثة من الولايات الأصلية الـ13.
•اذكر عطلتين وطنيتين في الولايات المتحدة.
•ما الحقوق الثلاثة التي ينصّ عليها إعلان الاستقلال؟
استثناء خاص لكبار السن والمقيمين منذ عقود
أما أولئك الذين قدّموا طلباتهم قبل 20 أكتوبر فسيخضعون للنسخة القديمة من الاختبار لعام 2008.
وبالنسبة للمتقدّمين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً وأقاموا في الولايات المتحدة لمدة 20 عاماً على الأقل كمقيمين دائمين قانونيين، فسيُمنحون اختباراً مختصراً من 10 أسئلة فقط يتم اختيارها من بنك خاص يضم 20 سؤالاً مأخوذة من نسختي 2008 أو 2025.
خدمات الهجرة: الاختبار القديم كان سهلاً للغاية
قال جوزيف إيدلو، مدير إدارة خدمات الهجرة والجنسية: إن النسخة القديمة من الاختبار كانت سهلة أكثر مما ينبغي، مضيفاً:
«نريد أن نتأكد من أن من يحصل على الجنسية يفهم حقاً ماذا يعني أن تكون مواطناً أمريكياً، وماذا تعني هذه الميزة».
كما أشار إلى أن الهدف من التحديث هو رفع معايير الوعي الدستوري والتاريخي لدى المتقدّمين، وليس تقييد التجنّس، رغم الانتقادات.
انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية والتعليمية
واجهت التعديلات الجديدة موجة اعتراض قوية من أكثر من 120 منظمة وطنية ومحلية، من بينها شبكة العيادات القانونية للهجرة (CLINIC) ومجموعة عمل اختبار الجنسية (CTWG).
وجاء في بيان مشترك لتلك المؤسسات أن التحديثات ستضرّ بشكل غير متناسب بالمتقدّمين ذوي التعليم المحدود أو الموارد المالية الضعيفة أو الذين يفتقرون إلى مواد التحضير الكافية، إضافة إلى كبار السن الذين سيجدون صعوبة في التعامل مع التعقيد الجديد.
اختبار لا يقتصر على المعلومات فقط
لا يقتصر اختبار التجنّس الأمريكي على الأسئلة المدنية فقط، إذ يتعيّن على المتقدّمين أيضاً إثبات قدرتهم على القراءة والكتابة والتحدث وفهم اللغة الإنجليزية، وهو شرط أساسي منذ سنوات طويلة.
وبذلك، يصبح الطريق نحو الجنسية أكثر صرامة من أي وقت مضى، خصوصاً في ظل سياسة ترامب التي ترفع شعار «تعزيز الهوية الوطنية عبر المعرفة والولاء».
إلغاء سياسات بايدن
يأتي تطبيق القرار الجديد في وقت تتزايد فيه القيود على سياسات الهجرة الشرعية في الولايات المتحدة، بعد أن كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد أطلقت عام 2021 حملة لتسهيل التجنّس في المناطق النائية ضمن إطار الأمر التنفيذي رقم 14012 بعنوان «استعادة الثقة في أنظمة الهجرة القانونية وتعزيز الاندماج للمهاجرين الجدد».
لكن إدارة ترامب الحالية ألغت معظم تلك السياسات، مؤكدة أن الاختبار الجديد يهدف إلى حماية الهوية الأمريكية من التمييع، وليس إلى تقييد التجنّس القانوني.

















0 تعليق