في مشهد صادم هزّ الرأي العام المصري، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثّق لحظة إلقاء جثتي طفلين أمام مدخل عمارة سكنية في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، ضمن جريمة قتل جماعي بشعة راح ضحيتها أم وثلاثة من أطفالها بعد تسميمهم بمادة قاتلة.
تفاصيل الفيديو الذي فجّر الغضب
أظهر المقطع، الذي تم تداوله على نطاق واسع، شخصاً يقوم بإلقاء جثتي طفلين في مدخل عقار سكني ثم يغادر المكان بسرعة، مما دفع الأهالي فور اكتشاف الجثث لإبلاغ الأجهزة الأمنية التي هرعت إلى موقع الحادث.
وتبيّن لاحقاً أن الجثتين لطفلين يُدعَيان سيف الدين حمادة (13 عاماً) وجنى حمادة (11 عاماً)، وكانا في حالة إعياء شديد قبل وفاتهما.
بداية المأساة.. بلاغ مفجع من سكان فيصل
تلقى قسم شرطة فيصل بلاغاً من سكان المنطقة بالعثور على جثتين لطفلين أمام العقار، فتم تشكيل فريق بحث جنائي لكشف ملابسات الواقعة.
وبعد تحريات مكثفة، تمكّنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية الجاني وضبطه، ليتبين أنه مالك محل للأدوية البيطرية يقيم في الجيزة.
علاقة سابقة.. وانتقام دموي
كشفت التحقيقات أن المتهم كانت تربطه علاقة سابقة بوالدة الأطفال الثلاثة، التي كانت تقيم مع أبنائها في شقة مستأجرة تحت إشرافه.
واعترف المتهم في التحقيقات أنه قرّر التخلص منها بعد أن «اكتشف سوء سلوكها»، وفق زعمه، فقام في 21 أكتوبر 2025 بوضع مادة سامة حصل عليها من محل عمله، في كوب عصير وقدّمه لها.
وبعد تناولها العصير، أصيبت بحالة إعياء شديد نُقلت على إثرها إلى المستشفى، حيث فارقت الحياة.
وادّعى المتهم أمام إدارة المستشفى أنها زوجته، مستخدماً اسماً مستعاراً قبل أن يغادر المكان دون إخطار أحد من ذويها.
تسميم الأطفال والتخلّص من الجثث
بعد أيام من وفاة الأم، قرّر الجاني التخلّص من أبنائها الثلاثة بالطريقة ذاتها.
يوم الجمعة الماضي، اصطحب الجاني، الأطفال بحجة التنزه، ووضع السم نفسه في العصير.
لكن الطفل الأصغر، البالغ من العمر 6 سنوات، رفض شرب العصير، فقام المتهم بإلقائه في إحدى الترع، حيث عُثر على جثمانه لاحقاً.
أما الطفلان الآخران (سيف الدين وجنى)، بعد إصابتهما بتسمم حاد، أعادهما إلى منزله ثم قرر التخلص من جثتيهما بإلقائهما أمام العقار في محاولة لتمويه الجريمة.
تفاصيل اعترافات الجاني في جريمة فيصل
قال الجاني في اعترافاته أمام جهات التحقيق، إنه قرر الانتقام من الضحية، وقام بإحضار سائل تنظيف بيطري يحوى مادة كاوية وخلطها بعقار طبي وقدمه لها وللأطفال، مما تسبب في وفاتها ونقلها لمستشفى قصر العيني وتركها هناك لمدة ثلاثة أيام، واصطحب الصغار للتخلص منهم خشية الإبلاغ عنه.
وأضاف أنه استعان بأحد العاملين في مكان عمله، وطلب منه قيادة «توك توك» لنقل الطفلين بزعم أنهما في طريقهما إلى المستشفى، لكنه في الواقع تخلّص من الجثتين أمام العقار السكني لتضليل الشرطة.
الأب: فقدت أولادي وزوجتي في يوم واحد
قال والد الضحايا أمام جهات التحقيق إن زوجته غادرت منزل الزوجية قبل الواقعة بشهر تقريباً نتيجة خلاف بينهما، مصطحبة معها أطفالهما الثلاثة، وإنه حرر محضراً بغيابهم بعد فشل محاولاته في التواصل معهم.
وأضاف الأب وهو في حالة انهيار:«كنت فاكر إنهم في أمان، لحد ما جالي خبر وجود جثتين من أولادي قدام عمارة في منطقة اللبيني، وبعدها عرفت إن مراتي كمان ماتت، وابني الثالث غرقوه في الترعة».
وقررت جهات التحقيق إخلاء سبيل والد الأطفال الثلاثة، وذلك بعد ثبوت عدم تورطه في الواقعة.
الجد يروي التفاصيل: الأم كانت تكافح لتربية الأولاد
في تصريحات خاصة لـ«تليجراف مصر»، تحدث ناصر عبدالمجيد، جد الأطفال الضحايا، قائلاً: «البنت كانت محترمة وشغالة وبتكافح علشان ولادها، ومكانتش ليها علاقة بحد، دي كانت بتحفظ ولادها القرآن».
وأضاف وهو يبكي بحرقة: «الأطفال ذنبهم إيه يموتوا كده؟ حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل فيهم كده، دمرنا ودمر البيت كله».
النيابة العامة تتحرّك
أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم إلى التحقيق العاجل، وقرّرت ما يلي:
•تشريح الجثث لتحديد سبب الوفاة بدقة.
•تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة.
•فحص كاميرات المراقبة بالمنطقة لتوثيق تحركات الجاني.
•التحقيق مع العامل الذي ساعده على نقل الجثتين، لتحديد مدى علمه بالجريمة.
















0 تعليق