ترامب يهدد نيجيريا بعمل عسكري بسبب اتهامات بـ"قتل المسيحيين"

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يهدد نيجيريا بعمل عسكري بسبب اتهامات بـ"قتل المسيحيين", اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025 08:46 صباحاً

رام الله - دنيا الوطن
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، بشن عمل عسكري ضد نيجيريا، متوعدًا بـ"تحرك حاسم" إذا لم توقف حكومة أبوجا ما وصفه بـ"القتل المنهجي للمسيحيين" في البلاد، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة داخل نيجيريا وقلقًا دوليًا من تصاعد التوتر بين البلدين.

وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" إن وزارة الدفاع الأميركية تلقت تعليمات بـ"الاستعداد لأي تدخل محتمل في نيجيريا"، متهماً حكومة الرئيس بولا تينوبو بأنها "تسمح بقتل المسيحيين دون محاسبة". وأضاف أن واشنطن ستوقف فورًا كافة المساعدات والمعونات الموجهة إلى نيجيريا، متوعدًا بأن الولايات المتحدة "قد تذهب إلى هذا البلد المشؤوم بكل قوة للقضاء على الإرهابيين الذين يرتكبون هذه الفظائع".

وجاء تهديد ترامب بعد يوم من قراره إدراج نيجيريا على قائمة الدول المثيرة للقلق دينيًا، بسبب ما وصفه بـ"التهديد الوجودي للمسيحيين"، وهو القرار الذي جاء نتيجة ضغوط متزايدة من أعضاء في الكونغرس ومنظمات دينية محافظة تتهم أبوجا بالتقاعس عن حماية المسيحيين.

لكن الحكومة النيجيرية رفضت الاتهامات الأميركية بشدة، وكتب الرئيس تينوبو على منصة "إكس" أن وصف بلاده بأنها "دولة غير متسامحة دينيًا لا يعكس واقعنا الوطني"، مؤكدًا أن "الحرية الدينية والتسامح كانا وسيبقيان جزءًا أساسيًا من هوية نيجيريا".

وتعاني نيجيريا منذ سنوات من اضطرابات أمنية معقدة، إذ تنشط في شمالها الشرقي جماعة بوكو حرام وتنظيم "داعش في غرب إفريقيا"، اللذان تسببت هجماتهما في مقتل أكثر من 40 ألف شخص وتشريد مليوني نازح منذ عام 2009، وفق تقديرات الأمم المتحدة. كما تشهد مناطق الوسط صدامات دموية بين رعاة الفولاني المسلمين ومزارعين مسيحيين بسبب نزاعات على الأراضي، بينما ترهب عصابات مسلحة في الشمال الغربي السكان بعمليات قتل وخطف مقابل فدية.

وتشير بيانات منظمة ACLED الأميركية إلى أن أكثر من 52 ألف مدني قُتلوا في نيجيريا خلال هجمات سياسية منذ عام 2009، بينهم مسلمون ومسيحيون على حد سواء، ما دفع محللين إلى وصف العنف في البلاد بأنه "أعمى وغير طائفي".

ورغم ذلك، يصر سياسيون أميركيون محافظون على رواية "اضطهاد المسيحيين"، ومن بينهم النائب الجمهوري كريس سميث والسيناتور تيد كروز، اللذان طالبا في الأشهر الماضية بإعادة إدراج نيجيريا على القائمة السوداء. كما ساهمت منظمات دينية مثل "الأبواب المفتوحة" و**"الإغاثة المسيحية العالمية"** في الترويج لتقارير تزعم أن "89% من المسيحيين الذين يُقتلون في العالم هم من نيجيريا"، وهي بيانات رفضتها أبوجا ووصفتها بأنها "مضللة ومسيسة".

ويرى مراقبون أن تحركات ترامب الأخيرة تأتي في إطار تصعيد سياسي موجه إلى القاعدة الإنجيلية المحافظة التي تشكل أحد أعمدة دعمه الداخلي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتحذر أوساط دبلوماسية من أن إعادة إدراج نيجيريا على القائمة الأميركية للدول المثيرة للقلق قد تمهد لفرض عقوبات اقتصادية وتجميد أصول وحظر سفر على مسؤولين نيجيريين، مما قد يفاقم الأزمة الأمنية والاقتصادية في أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان.

أخبار ذات صلة

0 تعليق