كسوة الكعبة المشرفة: ثوب العظمة وهيبة التوحيد

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كسوة الكعبة المشرفة: ثوب العظمة وهيبة التوحيد, اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025 02:31 صباحاً

رمز ديني وسر جمالي خالد

منذ فجر الإسلام، كانت كسوة الكعبة أكثر من مجرد قماش يغلف بيت الله الحرام؛ إنها تجلٍّ فني وروحي خالد، يعانق التوحيد ويجسد الهيبة. تتحدث الكسوة بلغة القداسة، وتزداد مهابة كلما لامستها العيون المؤمنة. وقد تفردت المملكة العربية السعودية بعناية فريدة واستثنائية بهذا الرمز المقدس، حتى أصبحت اليوم أعظم ثوب يُنسَج على وجه الأرض وأبهى تجليات العزة الإسلامية في عالمنا الحديث.

الإرث السعودي: تعظيم الحرمين وإحياء التوحيد

في عهد الدولة السعودية الثالثة، تسطّرت أنصع صفحات العناية بالحرمين الشريفين. فقد قام الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بإزالة مظاهر الشرك التي تراكمت في الحرمين، من أضرحة وقباب وبناء على القبور، وهدم ما خالف السنة، ووحّد الإمامة في المسجد الحرام بعد أن كانت تقام الصلوات فيه على المذاهب الأربعة منفصلة. وأعاد الحرمين إلى منهج السلف والتوحيد الخالص، حتى أصبحت المملكة منارة للعقيدة والصيانة الشرعية.

كما قال الإمام ابن باز - رحمه الله -: "العداء لهذه الدولة عداء للحق".

صناعة تجسد الولاء وتروي مجدا

صناعة كسوة الكعبة المشرفة تجسد فنا فريدا من نوعه، يدمج الروحانية بالتقنية، ويجمع بين القيم الدينية والمهارة الحرفية:

- تنتج الكسوة من 670 كجم من الحرير الأسود الخالص المستورد من إيطاليا.

- تطرز بخيوط من الذهب الخالص (120 كجم) والفضة (100 كجم).

- تقدر تكلفة الثوب ما بين 22 إلى 25 مليون ريال سعودي سنويا.

ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترا، ويتم تغييرها سنويا في يوم غرة محرم، في مشهد مهيب يُبكي القلوب شوقا وإجلالا.

مراحل تُنقش بالإتقان والهيبة

تمر الكسوة بتسع مراحل دقيقة ومترابطة:

1- تحلية المياه وصباغة الحرير وفق معايير فنية خاصة.

2- إزالة الطبقات الشمعية وصبغ الأقمشة بالألوان المعتمدة.

3- اختبار جودة الخيوط لضمان مقاومتها للحرارة والرطوبة.

4- نسج أكثر من 9900 خيط في المتر الواحد لإنتاج القماش.

5- طباعة الآيات القرآنية يدويا بتقنية السلك سكرين.

6- تطريز الآيات والزخارف بأسلاك الذهب والفضة وحشوها بخيوط القطن.

7- إعداد الحزام وتثبيت الزخارف والنقوش.

8- مراقبة الجودة بدقة عالية لضمان المواصفات الشرعية والفنية.

9- تجميع الكسوة وتثبيتها على الكعبة المشرفة في مراسم تليق بجلال البيت الحرام.

ختاما، السعودية.. ولاء يتوشح ذهبا، إن كسوة الكعبة المشرفة ليست مجرد نسيج فاخر يكسو بيت الله، بل هي بيان سنوي للتوحيد الخالص، ولاء لا ينقطع، ورعاية خالدة. إنها تجسد هوية هذه البلاد المباركة، حيث يتلاقى الشرف الديني مع الإبداع الفني، وتغزل المحبة لله في خيوط تتوشح السماء كل عام.

إنها السعودية العظمى... حيث يعانق الذهب بالحرير.

أخبار ذات صلة

0 تعليق