نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مرحوم يالتسويق العقاري!!, اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 10:12 مساءً
بعد فنجان نقاش عبيط، في مقهى بسيط، فلت لساني بمقولة «وحش الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب سوف يسحق التسويق العقاري كليا»، ولم أكن على وعي مسبق أن أحد رفقاء النقاش دخل نفسيا في مقاومة الفكرة، لذلك طلب الأدلة، وهو يرمقني، وكأن في كفه مطرقة القاضي، وفورا أخذت مقعد الدفاع، رغم كوني، خبير تسويق رقمي «على قد حاله».
سيدي القاضي: دليلي الأول، أن الذكاء الاصطناعي لن يكتفي بجمع بيانات العملاء، كما هو واقع الذكاء الاصطناعي اليوم، بل سوف تكون لديه القدرة على تحليل سلوكهم الشرائي عبر المواقع، ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى أنماط تواصلهم، ليقترح على شركات العقار، العملاء الأكثر استعدادا للشراء، في اللحظة المناسبة، وبذكاء الذكاء الاصطناعي سوف يستطيع إرسال إشعار، لفريق المبيعات، فور دخول العميل المستهدف في «مرحلة النية الجادة»!! بعد تحليل تفاعله بشكل ذكي، لأن كل ما وصل له الذكاء الاصطناعي، اليوم من تقدم، لا يمنع تصور قيامه بهذه الخطوات في القريب العاجل، إن لم يكن بدأ فعلا.
سيدي القاضي: دليلي الثاني، باستخدام تقنيات مثل ChatGPT-like bots، يمكن لأي منصة عقارية، تستخدم الذكاء الاصطناعي، استخلاص العرض الأنسب والأقرب، من بين ملايين العروض في جزء من الثانية، دون المرور على صفحات كثيرة، أو مسوق عقاري محدود العروض، والبيانات، لديه فقط عرضان عقاريان يقدمهما: وكأنهما قصر قرطبة، المطل على الفراتين.
سيدي القاضي: دليلي الثالث، عبر تحليل اتجاهات السوق، وقيم المبيعات السابقة، والبنية التحتية المحيطة، والقرارات الحكومية المستقبلية، يمكن للذكاء الاصطناعي تقدير القيمة المستقبلية للعقار قبل الشراء، وهذا يتيح للمستثمر اتخاذ قرار استثماري مبني على بيانات، لا على ضربة حظ، وهذا له أثر تسويقي ضخم.
سيدي القاضي: دليلي، وقبل النطق بكلمة الرابع، تم النطق بالحكم، وكان مفاده، كالتالي «أنت شخص مرعب، تكفى فكنا من أدلتك، وخل الناس تعيش، وتتعوش»، والحق أنني لم أخسر القضية، ولكني خسرت نصف كوب من القهوة، كان ساخنا قبل الجلسة القضائية تلك.


















0 تعليق