كثفت إسرائيل، أمس السبت، خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشنت غارات جوية وقصفاً مدفعياً وبحرياً على مختلف أنحاء القطاع، على وقع منخفض قطبي مصحوب برياح قوية بدأ يضرب غزة ويهدد بمفاقمة معاناة النازحين، فيما حذرت بلديات غزة من كارثة إنسانية، لافتة إلى أن الاحتلال يحوّل شمال القطاع الى منطقة منكوبة، في حين عاد مستشفى إلى العمل بعد تلقيه كمية من الوقود تكفيه لمدة يومين، بعدما كان قد أوقف خدماته الأساسية.
وذكرت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي شن غارات وقصفاً واسع النطاق على مناطق مختلفة في أنحاء قطاع غزة، أمس السبت، يفترض أنها واقعة ضمن نطاق سيطرته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضحت تقارير إخبارية أن الهجوم الإسرائيلي شمل غارات جوية وقصفاً مدفعياً وبحرياً، إذ قال شهود عيان إن البحرية الإسرائيلية أطلقت قذائفها ونيران رشاشاتها في عرض بحر مدينة غزة، على بعد عشرات الأمتار من خيام النازحين ما أثار حالة من الخوف في صفوفهم، على حد وصفهم.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية أنحاء مختلفة من المنطقة الشرقية في القطاع ضمن مناطق سيطرة الجيش وفق الاتفاق.
وفي جنوب القطاع، شنّت مقاتلات إسرائيلية غارات عدة على أنحاء مختلفة شرقي مدينة خان يونس ضمن مناطق سيطرة الجيش. كما أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي نيران أسلحتها الرشاشة صوب مناطق غربي مدينة رفح، التي تقع بالكامل تحت سيطرته.
وقتل فلسطيني مساء الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا شمالي القطاع، ضمن المناطق التي انسحب منها بموجب الاتفاق. وأعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة ارتفاع عدد الضحايا منذ بداية العدوان في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 71266 قتيلاً، و171219 مصاباً. ولفتت وزارة الصحة إلى أنّه تمت إضافة 292 قتيلاً إلى الإحصائية التراكمية للشهداء، بعد اكتمال بياناتهم واعتمادها رسمياً ضمن سجلات الضحايا.
من جهة أخرى، أعلنت بلديات محافظة شمال قطاع غزة أن القوات الإسرائيلية حوّلت المنطقة إلى منطقة منكوبة، في ظل استمرار منع إدخال المياه والوقود وقطع الغيار ومواد إعادة الإعمار، ما فاقم الانهيار الخدمي والإنساني في المحافظة.
وذكرت البلديات أن الاحتلال دمّر أكثر من 150 كيلومترًا من الطرق، و70 بئر مياه رئيسية ومحطات معالجة، إضافة إلى جميع مولدات الكهرباء الخاصة، وتخريب 50 ألف دونم من المحاصيل الزراعية. وأشارت إلى تحديات خطرة، أبرزها نقص الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه وشبكات الصرف، وغياب مواد الصيانة وأنابيب المياه والصرف الصحي، إلى جانب تكدّس آلاف الأطنان من النفايات الصلبة، ما أدى إلى انتشار الأمراض وتهديد الصحة العامة.
في موازاة ذلك، جددت منظمات دولية التحذير من انهيار وشيك للمنظومة الصحية نتيجة القيود التي لا تزال تفرضها إسرائيل على إدخال الوقود والمستلزمات الطبية، ما يفاقم معاناة الأهالي، ويقوّض قدرة المستشفيات على العمل.
وفي السياق، أعلن مستشفى العودة في النصيرات وسط قطاع غزة، عودته للعمل كالمعتاد بعد وصول كمية محدودة من الوقود عبر منظمة الصحة العالمية. وكان المستشفى قد أعلن تعليق معظم خدماته «مؤقتاً» بسبب نقص الوقود، مع الإبقاء على الخدمات الأساسية فقط مثل قسم الطوارئ.
يأتي ذلك بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تزداد حدة في ظل المنخفضات الجوية التي تضرب المنطقة، وما يرافقها من غمر مياه الأمطار الخيام المهترئة والأغطية المتهالكة. وذكرت مصادر فلسطينية أن قطاع غزة بدأ، أمس السبت، يتأثر بمنخفض جوي قطبي جديد مصحوب بأمطار ورياح قوية، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام هشة ومراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
وأضافت أن هذا المنخفض هو الثالث من نوعه الذي يضرب الأراضي الفلسطينية خلال موسم الشتاء الحالي.
وأشارت إلى أن المنخفض بدأ منذ ظهر السبت ويتواصل حتى مساء اليوم الأحد، بينما يضرب المنطقة منخفض جوي رابع بدءاً من يوم غد الاثنين.
وذكرت أن هذا المنخفض سيكون مصحوباً بهبات رياح قوية من المتوقع أن تراوح سرعتها بين 70 و80 كيلومتراً في الساعة.
(وكالات)
إسرائيل تكثف قصف غزة.. ومنخفض قطبي يهدد النازحين
إسرائيل تكثف قصف غزة.. ومنخفض قطبي يهدد النازحين


















0 تعليق