استعرضت القيادة العامة لشرطة الشارقة ابتكاراً تقنياً وإنسانياً غير مسبوق تمثل في «ساعة الرعاية اللاحقة»، وذلك ضمن مشاركتها في جناح حكومة الشارقة في معرض «جيتكس جلوبال 2025»، تحت محور «الإنسانية»، في خطوة تعكس التوجه المتقدم للإمارة في توظيف التقنيات الذكية لخدمة الإنسان ودعم فئات المجتمع، وتعد الساعة الأولى من نوعها على مستوى العالم، والمخصصة لمتابعة وتأهيل متعاطي المواد المخدرة ومساندتهم بعد مراحل العلاج، بما يسهم في الحد من حالات الانتكاس وإعادة الدمج الإيجابي في المجتمع.
وكشفت النقيب سارة الزرعوني، مدير فرع رعاية المبتكرين في القيادة العامة لشرطة الشارقة، أن مشروع الساعة يمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية اللاحقة وإعادة التأهيل، إذ يأتي المشروع تحقيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أكد ضرورة صون كرامة الإنسان وتعزيز قيم الرحمة والتكافل، والعمل على دمج كل من يحتاج إلى الرعاية في المجتمع ليكون فرداً فاعلاً ومؤثراً، إذ تعكس المبادرة التزام شرطة الشارقة بالعمل وفق نهج إنساني متكامل، يوازن بين الأمن والرعاية الاجتماعية.
رصد ذكي
وأوضحت أنه جرى تصميم الساعة لتكون أداة ذكية تمكن الجهات المعنية من متابعة الحالة الصحية والسلوكية للمتعافين من الإدمان بشكل مستمر، عبر رصد المؤشرات الحيوية للمستخدم، مثل نبضات القلب ومستوى الأكسجين ونسب التغير في المؤشرات الجسدية والنفسية، إلى جانب تتبع الموقع الجغرافي بدقة عالية لضمان سلامة المستفيد وتقديم الدعم في الوقت المناسب.
وبينت أن المنصة المرافقة للمشروع تتيح مراقبة لحظية للبيانات التي تبثها الساعة بشكل مباشر، مما يمكن الفرق المختصة من رصد أي مؤشرات خطر أو احتمالية انتكاسة، وبالتالي التواصل الفوري مع الشخص المعني وتقديم المساندة النفسية أو الطبية اللازمة، مؤكدةً أن الهدف الأساسي من الابتكار هو صون كرامة الإنسان والحفاظ على حياته، ومنحه فرصة جديدة ليبدأ من جديد في بيئة مجتمعية متفهمة وداعمة.
ولفتت الزرعوني إلى أن الساعة مزودة ببطارية طويلة الأمد يمكن أن تعمل حتى خمسة أيام متواصلة بالشحنة الواحدة، ما يجعلها عملية وسهلة الاستخدام، كما تحتوي على نظام إنذار ذكي يُفعَّل تلقائياً عند رصد أي خلل في المؤشرات الحيوية، أو عند الحاجة إلى تدخل عاجل، مبينةً أن المشروع لا يقتصر على الجانب التقني فحسب، بل يرتكز على منظومة دعم متكاملة لمتابعة الحالات بشكل دوري لضمان استمرارية التعافي وتحقيق الاستقرار النفسي والسلوكي.