محمد القرقاوي:
توجهات قيادة الإمارات بتعزيز جاهزية القطاعات ومرونتها وتطوير التعاون
صناعة المستقبل محور جدول أعمال الحكومات والمنظمات والمجتمعات
عهود الرومي:
70 % من القيمة المضافة خلال العقد المقبل بنماذج أعمال تنتجها التكنولوجيا
الذكاء الاصطناعي يوفر فرصاً لتطوير نماذج جديدة للتعامل مع المتغيرات
بورغ برينده:
التقدم التكنولوجي يقابله تعقيدات في المشهد العالمي ما يتطلب حلولاً مبتكرة
دبي والإمارات المكان الأفضل عالمياً لتجسيد قيم الحوار المشترك والابتكار
أطلقت حكومة دولة الإمارات، و«المنتدى الاقتصادي العالمي»، فعاليات «مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025»، بحضور سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة «هيئة الثقافة والفنون» في دبي، وسموّ الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومحمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، عضو مجلس قيادات المنتدى الاقتصادي العالمي.
حضر إطلاق أعمال المجالس عهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وعمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومريم الحمادي، وزيرة الدولة والأمينة العامة لمجلس الوزراء، بمشاركة واسعة لمسؤولين في حكومة دولة الإمارات و 700 خبير ومختص من أعضاء مجالس المستقبل.
تعزيز الجاهزية والمرونة
وأكد القرقاوي، تركيز قيادة دولة الإمارات في توجهاتها المستقبلية على تعزيز جاهزية ومرونة القطاعات الحيوية، وتبنيها تطوير أطر التعاون الدولي بمنصات حوار مفتوح توفر المساحة لحراك مشترك متنوع الرؤى وأكثر تعدداً وشمولاً.
وقال: إن تجربة مجالس المستقبل عملية للرؤى المشتركة بين الجانبين، وتعكس إدراكاً عالياً في دولة الإمارات بأن صناعة المستقبل المحور الأهم على جدول أعمال الحكومات والمنظمات والمجتمعات، والمحرّك الرئيس لأي توجه تطويري في كافة القطاعات.
وأضاف أن المجالس رسخت ريادتها منصة عالمية لتصميم وتطوير وإنتاج المعرفة والفكر المستقبلي والحلول المبتكرة للتحديات، وعززت دورها مختبراً لبناء التوجهات الجديدة ومشاركتها مع العالم، بمخرجات عملها التي أصبحت العنصر الأهم في تشكيل خطة الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
المستقبل بمشاركة الشباب
وأكدت عهود الرومي، في كلمة الافتتاح، أن حكومة دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة، أدركت حقيقة أن المستقبل لا يمكن تصميمه بمعزل عن الشباب، إذ بات فهم عقلية الأجيال الجديدة وإشراكهم في صنع القرار ضرورة ملحة لتحقيق الريادة والتميز عالمياً.
وقالت «نعيش في منتصف عقد تاريخي تتسارع فيه وتيرةُ المتغيرات المحورية، وتتداخل فيها الأزمات المزدوجة، ونواجه فيه أسئلة غير مسبوقة، ومع تسارع وتيرةُ التحولات، نشهد اليوم أزمة ثقة عالمية، بالمؤسسات، حيث إنها انخفضت في اقتصادات الدول المتقدمة إلى 49%، وهو ما يؤكد الحاجة إلى إعادة النظر في النماذج التنموية العالمية.
وقالت «إن التحول الثاني، تصاعد الموجة الرقمية الجديدة وتسارعها، إذ تشير آخر الدراسات إلى أن 70% من القيمة المضافة الجديدة خلال العقد المقبل تقوم على نماذج الأعمال التي تنتجها التكنولوجيا الرقمية. وأصبح الذكاء الاصطناعي قوة تنموية محفزة يمكنها أن تضيف ما يصل إلى 7 تريليونات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، لكنها تتطلّب تصميماً محوره الإنسان، ومعايير وحوكمة أخلاقية عالمية، ومهارات جديدة للمجتمع لتحقيق الدور الأمثل لها».
تصاعد التوترات
وأكدت أنه مع تنامي دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، هناك تصاعد في التوترات السيبرانية، إذ يتوقع أن تبلغ الكلفة العالمية للتهديدات السيبرانية نحو 20 تريليون دولار سنوياً بحلول 2030، ما يؤكد أن المرونة والثقة والبنية التحتية الرقمية الآمنة باتت من الركائز الأساسية لمستقبل الازدهار.
ولفتت إلى أن التحول الثالث: إعادة تعريف المرونة، في ظل سرعة المتغيرات التي تفوق قدرات الأنظمة والنماذج الحالية على الاستجابة والتفاعل. لأن على العالم التعامل مع الأزمات بطريقة مختلفة، تمثل فيها المرونة عنصراً في بناء فرص جديدة معززة بالذكاء الاصطناعي والبيانات، ويعاد عبرها تعريف المرونة بمنظور جديد لأنها منهج عمل استباقي ومتجدد.
وقال بورغ برينده، الرئيس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي «العالم يعيش حالة من عدم اليقين، الناتجة عن التجزؤ الجيوسياسي، وارتفاع سقف التوقعات، والتغيرات التكنولوجية المتسارعة، التي تُعيد رسم ملامح العالم جذرياً، الأمر الذي انعكس على معدلات النمو الحالية، وعدم تكافؤ الفرص، رغم ما أظهره الاقتصاد العالمي من قدرة استثنائية على الصمود. وعلى الحكومات إلى إعادة ترتيب أولوياتها.
لأن الذكاء الاصطناعي يحمل فرصا واعدة لدفع النمو الاقتصادي والتعامل مع التحديات في القطاع الصحي»
«روح الحوار»
وكشف برينده عن أن الاجتماع السنوي المقبل للمنتدى في دافوس سيُعقد تحت شعار «روح الحوار»، مؤكداً أن مجالس المستقبل العالمية ستسهم في إرساء الأسس الفكرية لتلك الروح. ودبي والإمارات خير مكان لتحقيق هذا الهدف، لما تجسّده من قيم ومبادئ تدفع نحو الحوار المشترك والابتكار والرؤية العالمية.