«النـاتـو» يرفع قـدراتـه الدفاعيـة لمواجهـة المسـيّـرات الروسيـة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أمس الأربعاء أن الحلف سيختبر أنظمة جديدة لكشف الطائرات المسيّرة وتحييدها بعد سلسلة من الانتهاكات الروسية للأجواء الأوروبية، فيما دعا مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس إلى استخدام العائدات الناتجة عن الأصول الروسية المجمّدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا.

وأشار روته إلى أن وزراء دفاع حلف الناتو الذين اجتمعوا أمس الأربعاء في بروكسل، ناقشوا سبل دعم أوكرانيا العسكري وتعزيز وسائل الردع لمواجهة الاختراقات المتكررة للطائرات المسيّرة الروسية أو مجهولة المصدر.

وأضاف روته: «لقد قمنا بما تدربنا عليه ونجحنا في ذلك، لكننا بحاجة إلى المزيد». وذكر أن تسلّل نحو عشرين طائرة مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي دفع الناتو لإسقاط ثلاث منها، في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الحلف عام 1949، بينما رافقت مقاتلات الناتو ثلاث طائرات روسية من طراز «ميغ» خارج الأجواء الإستونية بعد اختراق استمر 12 دقيقة، وهو رقم قياسي.

وأعقب هذا الرد السريع إطلاق عملية «الحارس الشرقي» لتعزيز المراقبة على الحدود الشرقية للحلف، ويعتزم الناتو تعديل قواعد الاشتباك لمنح قيادته العسكرية مزيداً من المرونة وتبسيط الإجراءات المعقدة التي قد تحد أحياناً من قدرة القيادة على التصرف بسرعة.

في هذا السياق، حضّ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الدول الأوروبية وكندا على زيادة دعمها العسكري لأوكرانيا عبر برنامج «بورل»، الذي يمكّن كييف من شراء أسلحة أمريكية بتمويل أوروبي، وقال: «يتحقق السلام عندما نكون أقوياء، لا عندما نستخدم عبارات مُبالغاً فيها أو نُلقي محاضرات. يتحقق عندما نمتلك قدرات فعلية ومتينة يحترمها خصومنا».

من جانبه، أكد وزير الدفاع الأوكراني دينيس شميغال أن أوكرانيا بحاجة إلى نحو 120 مليار دولار العام المقبل لمجهودها الحربي، وتمكّن من تمويل نصف هذا المبلغ بنفسها، لكنها تحتاج «بشكل عاجل» إلى 4 مليارات دولار في العام 2026 لمواصلة برنامجها الدفاعي وإنتاج المسيرات.

وأضاف شميغال أن أوكرانيا تعرضت في سبتمبر لحوالي 5600 هجوم مسيّر و180 صاروخاً، ما دفع الحلف إلى الاستفادة من خبرتها في مواجهة هذه التهديدات.

وفي واشنطن، يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية تزويد أوكرانيا بعدد أكبر من صواريخ توماهوك بعيدة المدى، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، كما التقى وفد يضم رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو ومدير المكتب الرئاسي أندري يرماك ممثلين عن شركات أسلحة أمريكية، بينها «لوكهيد مارتن» و«رايثيون»، لتعزيز التعاون العسكري.

من جهته، دعا مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس إلى استخدام العائدات الناتجة عن الأصول الروسية المجمّدة في إطار العقوبات على موسكو لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إعداد قانون تعويضات يسمح باستخدام هذه العائدات ويشجع الدول الأوروبية الأخرى على دراسة كيفية الاستفادة من الأصول المجمدة على أراضيها.

ميدانياً، صعّدت روسيا ضرباتها على شبكات الكهرباء والسكك الحديد في أوكرانيا مع اقتراب الشتاء، ما أدى إلى تقنين الكهرباء في مناطق عدة وفق شركة الكهرباء الأوكرانية «أوكرينيرغو»، وطالت الانقطاعات مناطق سومي، خاركيف، بولتافا، دنيبروبيتروفسك، كيروفوغراد، تشيركاسي، زابوريجيا، والعاصمة كييف.