استهجنت الحكومة الفنزويلية، الأربعاء تصريحا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقر فيه علنا بتفويض وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإجراء عمليات سرية في الدولة الأمريكية الجنوبية.
وقالت الحكومة الفنزويلية إن حديث ترامب يشكل انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأضافت أن الإجراءات الأمريكية تهدف إلى إضفاء الشرعية على عملية «تغيير النظام» بهدف الاستيلاء على موارد فنزويلا النفطية في نهاية المطاف.
وأعلن ترامب الأربعاء أنّه يفكّر في توجيه ضربات على الأراضي الفنزويلية «تستهدف كارتيلات المخدرات»، وذلك بعد سلسلة غارات أميركية استهدفت قوارب تقول واشنطن إنها «تُستخدم لتهريب المخدرات من فنزويلا إلى الولايات المتحدة».
وقال ترامب للمراسلين في البيت الأبيض ردّا على سؤال عمّا إذا كان يدرس شنّ ضربات على الأراضي الفنزويلية «نحن حتما ننظر (في فكرة توجيه ضربات) إلى الأرض الآن، لأنّنا نسيطر على البحر بشكل جيّد للغاية».
لكنّ الرئيس الأميركي رفض تأكيد صحّة معلومات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» تفيد بأنّه سمح سرّا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتنفيذ عمليات سرّية في فنزويلا ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وردّا على سؤال عمّا إذا كان قد سمح للسي آي إيه بـ«تحييد» مادورو، قال ترامب «هذا سؤال سخيف. هذا ليس سؤالا سخيفا حقا، لكن ألن يكون من السخيف أن أجيب عليه؟».
-
مادورو يرفض التدخلات
وفي كراكاس، ألقى مادورو خطابا ندّد فيه بـ«الانقلابات التي تحرض عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية».
وقال الرئيس الفنزويلي «لا للحرب في منطقة البحر الكاريبي (...) لا لتغيير نظام ممّا يُذكرنا كثيرا بالحروب الأبدية الفاشلة في أفغانستان وإيران والعراق (...) لا للانقلابات التي تحرّض عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية».
-
«غارة خامسة»
وأعلن ترامب الثلاثاء مقتل ستة أشخاص في غارة أميركية جديدة استهدفت قاربا قبالة سواحل فنزويلا تؤكّد الولايات المتحدة أنّه كان يستخدم لتهريب المخدرات إلى أراضيها.
وهذه خامس غارة من نوعها يتم الإعلان عنها منذ مطلع أيلول/سبتمبر حين تصاعدت بشدّة حدّة التوتّرات بين واشنطن وكراكاس.
وأسفرت هذه الغارات الخمس عن مقتل ما لا يقلّ عن 27 شخصا.
ولا تزال قانونية شنّ غارات في مياه أجنبية أو دولية ضدّ مشتبه بهم لم يتم توقيفهم أو استجوابهم، موضع جدل.
ونشرت واشنطن ثماني سفن حربية وغواصة تعمل بالدفع النووي في جنوب البحر الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا، في مهمة قالت إنّ هدفها هو مكافحة المخدّرات.
وأجّجت هذه الخطوات التوتر القائم مع مادورو الذي أعلن إجراء تدريبات لاختبار الجاهزية للتعامل مع الكوارث أو مع نزاع مسلّح.