«الخليج».. نبض المجتمع ومرآة الواقع

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مثلت صحيفة الخليج منذ تأسيسها نموذجاً للإعلام الوطني الجاد والمسؤول، الذي واكب مراحل تطور دولة الإمارات، ونقل إنجازاتها للعالم، لتصبح شريكاً وطنياً وصوتاً للمجتمع ومرآة لواقعه، وعنصراً متميزاً في ترسيخ الثقافة والقيم الوطنية. وكانت منذ انطلاقتها صوتاً للوطن ونبضاً للأمة ومضت منذ يوم ولادتها على يد الشقيقين الوالدين تريم وعبدالله عمران، وفيّة لعهدها، ثابتة على مواقفها، وأكثر حماسة لنهجها.
تطورت وأخذت بكل وسائل الحداثة والمهنية، وارتقت سلم التقدم والازدهار، وظلت ضمير الوطن والأمة، وصوت الإنسان العربي في كل مكان، تحمل همومه وتدافع عن حقوقه.

مضت  بثبات على نهجها صوتاً وطنياً وخليجياً وعربياً مميزاً، وقدمت خلاصة جهدها عبر سياسة تحرير تحترم عقل القارئ واهتماماته وقضاياه. وأضاءت خصوصاً على التطورات التي تلاحقت في الإمارات في مختلف المجالات، لترصد وتشارك بالكلمة والرأي في حراك البناء والتنمية. ولم تغفل قضايا العرب والعالم والإسلامي من حولها لتقوم بدورها التنويري الرائد الذي بدأ منذ صدور عددها الأول وحتى اليوم.

منبر حر


عايشت «الخليج» مخاض ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم واكبت بزوغ فجر الاتحاد على يد الآباء المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وإخوانهما، طيب الله ثراهم. وكانت شاهدة على كل الإنجازات التي تحققت، وشاركت في تعزيز فكرة الاتحاد خياراً لا بد منه، وتشكيل الوعي بأهمية التكامل كي يكون لنا المكان الذي نستحقه تحت الشمس. ثم واكبت كل ما تحقق من إنجازات في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والصحية، وهي ما زالت وفيّة للإمارات وشعبها، مشاركة في نهضتها وتطورها.


كما غدت الصحيفة عبر تاريخها الممتد منبراً حراً يلتقي على صفحاتها قادة السياسة والرأي والفكر وعلماء الاقتصاد، ورجال التربية والتعليم، وحملة مشاعل الثقافة والأدب والفن، وغيرهم من الأعلام في مختلف الميادين، يتبادلون الرأي والمشورة في أحداث وقضايا مختلفة ذات صلة بالمجتمع الإماراتي والمجتمع العربي، فضلاً عن المجتمع الإنساني في مختلف بقاع الأرض.

داعم قوي


كانت «الخليج» وما زالت، داعماً قوياً لحكومة الإمارات، ورديفاً تنويرياً للمجتمع بتناولها الكثير من الملفات الصحفية والتحقيقات والحملات التي أبرزت الجهود الحكومية المتميزة واستشراف المستقبل، وصنعت عصفاً فكرياً أدى إلى كثير من المقترحات والأفكار والرؤى التي أسهمت في صنع التوجهات والقرارات والنظم حول كثير من أوجه الحياة.

شهادة راقية


«مثلت «الخليج» قيمة وطنية وإعلامية كبيرة.. عبرت عن تطلعات أبناء الإمارات لبناء دولتهم، ووثقت إنجازات البدايات على أيدي الآباء المؤسسين، وسجلت تشكيل ملامح الدولة منذ بداياتها الأولى.
وأسهمت على مدى أكثر من خمسة عقود في ترسيخ الهوية الوطنية، وإثراء القطاع الإعلامي، وإعطاء القارئ حقه في المعرفة والحصول على المعلومة. وواكبت بمسؤولية واقتدار أهم الأحداث في تاريخ الإمارات وكانت عنصراً فاعلاً فيها بدءاً بإعلان اتحاد دولة الإمارات، مروراً بإنجازات الآباء المؤسسين، ومبادرات القيادة وتوجهاتها المستقبلية. نهنّئ إدارة صحيفة الخليج وفريق عملها المتميز، ونتمنى لهم المزيد من التطور والإنجازات».

بناء الرأي


كما أسهمت «الخليج» بعزيمة صادقة في بناء الرأي المجتمعي لتوحيد الإمارات وإنشاء الدولة الاتحادية، ودعمت كل الجهود الطيبة التي بذلها حكام الإمارات وأبناؤها المخلصون في سبيل بناء مؤسسات الدولة المختلفة وتطويرها حتى أصبحت أنموذجاً رفيعاً للدولة العصرية المتقدمة في مختلف جوانب الحياة. ورافقت «الخليج» مسيرة الوطن نحو البناء والتطور والتحديث بكل مفرداتها وجزئياتها، وفي مختلف ميادين الحياة وأبعادها الاقتصادية والتنموية والتعليمية والعمرانية والثقافية والشبابية وغيرها.


كانت شاهداً على إنجازاتنا الوطنية الكبيرة التي تمكننا من تحقيقها في مدة قصيرة تخطينا فيها حواجز الزمن وتحديات العصر، واستطاعت أن تدونها بصدق وموضوعية وعين ثاقبة، عكست عبرها نهجاً إبداعياً في متابعة الأحداث الوطنية المختلفة، وفي النقاش والحوار وإظهار الرأي والرأي الآخر، على نحو لا يقل عمّا تتميز به الصحف المشهورة في العالم المتقدم الذي سبقنا في الصحافة، حتى غدت بهذا النهج سجلاً وثائقياً وطنياً مشرقاً، يضاف إلى الوثائق الوطنية الأخرى التي أسهمت في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ونقلها للأجيال بأبعادها السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها.

خيار لا بد منه


راهنت «الخليج» منذ ولادتها على أن اتحاد الإمارات هو الخيار الذي لا بد منه، وتبلور ذلك في مواكبتها اليومية لكل إنجاز تحقق، ولكل مستحيل صار حقيقة، وقد اتخذت في قضايانا الوطنية وحقوقنا التاريخية موقفاً راسخاً إزاء جزرنا المحتلة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، فلم تتعامل معها موسمياً، وإنما همّاً يومياً وطنياً وقومياً، انطلاقاً من فهمنا الكامل للحق والعدالة ومشروعية استرجاعها، طال الزمن أو قصر».
وفي هذا الإطار كانت السباقة لمعالجة كل قضايا الوطن وقادت حراكاً إعلامياً مجتمعياً راقياً في مناقشة قضايا مهمة تتعلق بالبنى التحتية واحتياجات مختلف الإمارات الدولة في التنمية، عبر لقاءات مع المواطنين والأهالي والمسؤولين في كل شبر من أراضي الدولة، لم تفرق بين المدن والمناطق الجبلية وتلك التي تتميز بدروبها الوعرة، حيث عملت على نقل الاحتياجات والتوصيات وقربت الآراء بين المواطن والجهات الحكومية ذات العلاقة.
كما سعت إلى معالجة قضايا ترتبط بأمن الوطن ومستقبله كالتركيبة السكانية وسوق العمل والتوطين والصحة. وأفردت جل اهتمامها للتربية والتعليم عبر ملاحق وصفحات ثابتة سعت إلى جمع أطياف الميدان التربوي وطرح التحديات من مختلف الجوانب، وتقديم الحلول الخاصة بها. فضلاً عن ملفات محلية شملت الوضع المروري وحوادث السير والمخدرات، وسعت عبر شبكة مكاتبها ومراسليها إلى طرح صورة متكاملة ومعالجة ميدانية وأفسحت المجال لتعقيبات المسؤولين وتوضيحاتهم ومداخلاتهم، ما كان له الأثر الأكبر في وضع سياسات جديدة أسهمت في الارتقاء بمعالجة مختلف التحديات التي برزت آنذاك.

التعليم الجامعي


كما اهتمت «الخليج» بالتعليم الجامعي والجامعات في الدولة، وخصصت ملاحق عند تخريج أفواج من أبناء الدولة خاصة في جامعات «الإمارات» و«زايد» وكليات التقنية العليا والمؤسسات التعليمية في إمارة الشارقة، ورصدت التطورات الأكاديمية فيها. فضلاً عن البنى التحتية للمدن الجامعية، وأفسحت مساحات للأكاديميين للمشاركة في قضايا المجتمع بحسب تخصصاتهم. وعملت على تشجيع البحث العلمي ونشر مختلف الأبحاث والاختراعات والمشاريع وتغطية الفعاليات والمناسبات والمؤتمرات المختلفة.

مناسبات وطنية


وتعدّ القمة العالمية للحكومات في دولة الإمارات رمزاً للريادة والالتزام الراسخ بخدمة الإنسانية، حيث تجسّد قوتها العالمية وتجذب الأنظار إلى ما تحققه من تأثير ملحوظ دولياً. ومنذ انطلاقها قبل 11 عاماً، أثبتت القمة قدرتها على مواجهة التحديات والتحول إلى منصة محورية في استشراف المستقبل لذلك اهتمت «الخليج» بهذا الحدث عبر ملاحق وصفحات ومتابعة فريق خاص للتفاصيل أولاً بأول ورصد أبرز ما يطرح.
وكانت المناسبات الوطنية من نقاط الاهتمام عبر ملاحق خاصة تضيء على مسيرة الاتحاد وتطور البناء والتنمية في الدولة ورصد التحولات كل عام، وأبرز المشروعات والمنجزات عبر ملاحق «عيد الاتحاد» و«الجلوس» وذكرى وفاة المغفور لهما المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمهما الله. كما احتفت بحكام الاتحاد والتحولات في إماراتهم وكانت قريبة من المجتمع عبر الإضاءة على الشخصيات الوطنية وتثمين أدوارها ونقل آراءها.

ملفات ثقافية


ونهضت جريد «الخليج» بدور ثقافي تنويري فاعل ومؤثر في مجتمع الإمارات، فقد آمن مؤسسو الصحيفة والقائمون عليها بأن التنمية الثقافية هي أساس التنمية الوطنية الشاملة في البلاد. كما آمنوا باستخدام الثقافة بتجلياتها المختلفة وسيلة لتعظيم الجوامع المشتركة بين أبناء المجتمع الإماراتي الواحد والحفاظ على دولة الاتحاد، واستخدام الثقافة وسيلة للتغيير الإيجابي في سلوكات شباب المجتمع الإماراتي، بإحداث الوعي الاجتماعي بالقضايا والمشكلات التي تواجه المجتمع وسبل معالجتها. ذلك أن مسؤولي الصحيفة وكتابها آمنوا بأن العمل الثقافي الجاد يقود إلى تغييرات وتحولات اجتماعية واقتصادية وتربوية، وله انعكاسات إيجابية على المجتمع المحلي، فهو ذو صلة قوية ببنى المجتمع المختلفة.
وكان لصحيفة «الخليج» دور كبير في مؤازرة المؤسسات الثقافية الوطنية الأخرى في تحقيق رسالتها الثقافية المحلية والعربية، وغدت أحد المحركات المهمة للعمل الثقافي إلى جانب أخواتها من المؤسسات الإعلامية الإماراتية من الصحافة المكتوبة والإعلام الإذاعي والتلفزة، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه المؤسسات كانت تلقى دعماً كبيراً من الدولة منذ زمن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحتى الآن، لوعي رئاسة الدولة بدور المؤسسات الإعلامية في البناء الثقافي، ومشاركتها في تنظيم المسار الثقافي، وتحفيز الإنسان الإماراتي للعطاء الثقافي.

ملاحق موسمية


وكان دور «الخليج» في هذا المجال مكملاً لدور غيرها من المؤسسات العلمية والتعليمية والتربوية والثقافية عامة، فالصحافة الإماراتية عامة و«الخليج» خاصة أحد أبرز روافد تنمية الحركة الثقافية، فقد فتحت المجال واسعاً أمام القراء والشباب والمبدعين في مختلف مجالات الإبداع الشعري والقصصي والروائي للكتابة، وفي مختلف المناسبات الاحتفالية الوطنية وغيرها، وأثرت النشاط الثقافي باستضافة نخب من المثقفين العرب وغيرهم في مؤتمراتها وندواتها ولقاءاتها المتميزة، ممن أثروا الساحة الثقافية بالعلم والفكر والأدب. وتميزت «الخليج» بملاحقها الموسمية خاصة لمعرض الكتاب والفعاليات والمهرجانات التي تجري في إمارة الشارقة وعملت على رفع مستوى الوعي بالمسرح والتراث والفنون المختلفة والمتاحف وواكبت النهضة الثقافية التي أطلقها صاحب السموّ حاكم الشارقة عبر إنتاجه الثقافي من مؤلفات ومقالات كانت وما زالت مصدر حراك ونقاش في أوساط المثقفين والباحثين ترجمت إلى مقالات وتحقيقات ومقابلات على صفحاتها.