خرج ملايين الأمريكيين أمس السبت في مسيرة وطنية غير مسبوقة، شملت أكثر من 2700 مدينة وبلدة من نيويورك إلى سان فرانسيسكو، احتجاجاً على سياسات الرئيس دونالد ترامب، في أكبر حراك شعبي منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.
وتنظّم الحركة المنظمة للمسيرة، «نو كينغز» أو «لا ملوك»، هذه الاحتجاجات تحت شعار «الرئيس يعتقد أن سلطته مطلقة، لكن في أمريكا ليس لدينا ملوك ولن نستسلم للفوضى».
وشارك في المسيرة ملايين الأشخاص، في مدن كبرى وبلدات صغيرة، وسط انتشار كثيف للحرس الوطني ووحدات الأمن في المدن الكبيرة مثل واشنطن وشيكاغو وبوسطن ونيو أورلينز، تحسباً لأي اضطرابات.
ورفع المتظاهرون شعارات ضد «إساءة استخدام السلطة» و«تآكل الديمقراطية»، مطالبين بالتمسك بالدستور ورفض الحكم الفردي.
وأكَّدت ديدري شايفلينغ من منظمة الحقوق المدنية، التي شاركت في التنظيم، أن الحركة تمثل «تحركاً وطنياً سلمياً للدفاع عن الحريات العامة»، فيما دعا الممثل روبرت دي نيرو المواطنين في مقطع فيديو إلى «الانتفاض سلمياً ضد الملك دونالد ترامب».
وسبق أن شارك مشاهير مثل مارك رافالو وجيمي كيميل في النسخة السابقة من الحراك، الذي جمع ملايين المتظاهرين، واعتبر أكبر احتجاج شعبي منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى السلطة.
رداً على هذه التحركات، وصف زعيم الجمهوريين في مجلس النواب مايك جونسون المسيرات بأنها «تعبئة كراهية ضد أمريكا»، متّهماً المشاركين بدعم منظمات وصفها ترامب بالإرهابية، بينما قلّل الأخير من شأن الاحتجاجات قائلاً عبر قناة فوكس نيوز: «يصنّفونني ملكاً، أنا لست ملكاً».
من جهة ثانية، خرج النائب الجمهوري السابق جورج سانتوس، البالغ من العمر 37 عاماً، من سجن فيرتون الفيدرالي في نيوجيرزي أمس الأول الجمعة، بعد ساعات على إعلان الرئيس الأمريكي تخفيف عقوبته، وفق محاميه جوزيف موراي وكتب ترامب على شبكته «تروث سوشيال» أن سانتوس تعرض لمعاملة سيئة في الحبس الانفرادي، مشيراً إلى شجاعته وولائه للحزب الجمهوري، ما دفعه لتوقيع قرار تخفيف الحكم وإطلاق سراحه فوراً.
ويختلف تخفيف الحكم عن العفو، إذ تبقى الإدانة قائمة لكن تُخفف العقوبة الصادرة وكان سانتوس قد أدين باستخدام هويات ومعلومات مالية شخصية لمتبرعين في حملته الانتخابية بشكل غير قانوني، وأقر بالذنب وحُكم عليه في أبريل/نيسان 2025، وبدأ تنفيذ العقوبة في يوليو/تموز.
وتكشف التحقيقات وتقارير لجنة الأخلاقيات في الكونغرس سلسلة من الأكاذيب في سيرته الذاتية ورسائل حملته، بما في ذلك ادعاءات عمله في بنك غولدمان ساكس، وأنه نجم كرة طائرة في الجامعة، كما استخدم أموال المانحين لشراء سلع فاخرة، ومقامرة في الكازينوهات، وعلاجات تجميلية ومدفوعات عبر الإنترنت. (وكالات)
ملايين الأمريكيين يخرجون في مسيرة مناوئة لترامب

ملايين الأمريكيين يخرجون في مسيرة مناوئة لترامب