سلط الفرنسي ريمون دومينيك ( 73 عاماَ)، الذي قاد منتخب فرنسا لنهائي مونديال 2006 وخسره على يد البطل إيطاليا بركلات الترجيح، الضوء على ما حصل في ذلك النهائي بالعاصمة الألمانية برلين في مقابلة مع الصحافة الإيطالية.
وقال دومينيك عن حادثة طرد نجمه زين الدين زيدان بعد إقدامه على نطح مدافع إيطاليا ماتيراتزي.:«الجميع كان يحدثني عن مزاج زيدان طوال الوقت وقبل 10 سنوات من النهائي، بحكم معرفتي به كنت أعرف أن هذا سيحصل لكنني بين حين وآخر أتساءل لماذا تصرف بهذا الشكل ؟ إصابة فييرا أثرت أكثر في طرد زيدان والمباراة حتى بمعايير فيفا كانت تعادل. كنا أفضل من الإيطاليين وهم لعبوا 10 دقائق فقط بعد طرد زيدان الذي حدث مبكراً».
وتابع المدرب السابق:«لست نادماً على شيء، حصلنا على ميدالية فضية مثل فضية الأولمبياد والكثير من الناس يخبرونني أنها كانت أجمل نسخة مونديال على الإطلاق». وكشف دومينيك المعروف بتطيره عن وجود مؤشرات قبل ذلك النهائي كانت تلمح لخسارته وقال:«رأيت المؤشرات عشية المباراة، كان المشجعون الإيطاليون أكثر من الفرنسيين حول فندق الإقامة. قبل المباريات في المونديال كنت أركض لكن قبل النهائي تعرضت ساقي لأذى وفي الملعب لإصابة وإرهاق، كل شيء كان يرمز للنتيجة».
سينما للاعبين
وعن وجه الحكمة في اصطحاب اللاعبين للسينما قال دومينيك:«الحياة لا تقتصر على كرة القدم، كنت دائماً أثمن دوري كمعلم لذلك كنت مناسباً أكثر لمنتخب دون الـ21. أنا أيضاً أدع اللاعبين قبل المباريات يتحدثون للفريق ويقترحون التكتيك الواضح سلفاً من جلسة التمرينات وفي 1984 كان لدي معالج نفسي في فريق مولهاوس».
وعما إذا كان تمرد غرفة الملابس عليه والانقسام العرقي يعد فشلاً اجتماعياً أم رياضياً أجاب دومينيك:«كان فشلاً تنظيمياً وفشل قوة ومسؤولية، افتقرنا للذكاء الشخصي والذكاء الجماعي واستدعيت اللاعبين الخطأ للمنتخب. كان علي ترك أنيلكا وجوركوف في المنزل لكن كل شيء كان على ما يرام ظاهرياً».
وعن ماتيراتزي قال دومينيك:«هو الذي قاد إيطاليا للقب، افتعل ركلة جزاء وسجل هدف التعادل وتسبب بطرد زيزو. ماذا تريد أكثر من هذا ؟ إيطاليا معتادة على انتصارات مثيرة للجدل وخصوصاً أمام فرنسا. في 2007 هاجمتني الصحافة الإيطالية لأنني انفجرت غضباً بوجه الحكم البرتغالي الذي طرد واحداً من فريقي وألغى هدفاً صحيحاً لتيري هنري وبعد بضع سنوات انكشفت فضيحة التحكيم في إيطاليا».
وأنتقد غاتوسو، مدرب إيطاليا حالياً ولاعب نهائي 2006، المدرب الفرنسي بعد طرده من المباراة في ملعب سان سيرو ثم انتقد مؤخراً خوض مباريات حاسمة ( بلاي أوف ) لحسم التأهل لمونديال 2026 ،وعلق دومينيك ساخراً:«شاهدت منتخب إيطاليا، يلعب بشكل سيئ ودوناروما أنقذه وفوق كل هذا ينتقدون منتخب فرنسا».
ورغم انتقاد إيطاليا إلا أن أعز أصدقاء دومينيك إيطاليين هاجرا لفرنسا وقال:«نيكولا ساكينتو وباتريك بالداسارا لا يزالان أعز الأصدقاء، آل ساكينتو من بوغليا وعبروا في الصيف الحدود لإيطاليا بسيارة فيات 850 ويذهبون لباري في الصيف للاستمتاع بالشاطئ. زوجتي الأولى كانت من عائلة دوريفيس الإيطالية وزوجتي الحالية لديها جذور إيطالية. أنا أحب إيطاليا فهي بلد جميل ومتناقض مثلي وتحب التهكم مثلي لكن بطريقة محترمة»، ثم أضاف ساخراً:«لكن لا تقل لي أن سينر إيطالي، هو نمساوي»، في إشارة لنجم التنس والمصنف الثاني عالمياً.
علم الفلك
ونفى دومينيك ما تردد عن تحديد هوية لاعبي تشكيلته في المنتخب بناء على علم النجوم والفلك وقال:«السؤال نفسه مضحك، لم أفعل هذا مطلقاً مع المنتخب الفرنسي، كما لم أهتم بمقترحات المراسلين حول استدعاء هذا اللاعب أو ذاك، لكن عندما دربت نادي ليون وضعت لاعبي برج العقرب معاً في المباريات لتجنب المشاكل».
وقدم دومينيك، الذي كان ضمن قادة اللاعبين الفرنسيين المتمردين عام 1972، نصيحته للجيل الجديد وقال:«توقفنا عن لعب الكرة احتجاجاً على عقود مدى الحياة التي كانت تستعبدنا، جيل اليوم يحتاج لكثير من الشجاعة وقليل من الكلام. مشكلة فرنسا أن الفرق الصغيرة تلعب كثيراً ويجب وضع سقف لعدد المباريات لضمان ظهور النوعية في الملعب ومنح مزيد من المساحة لصغار اللاعبين ولمن لا يلعبون كثيراً. أقترح أيضاً تخصيص منصة للاعبين الكبار في السن الذين لا يستطيعون حجز تذاكر كل مرة لأن كرة القدم غنية اليوم بفضلهم».