أحجية التراكمي..!

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أحجية التراكمي..!, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 11:31 مساءً

قبل حوالي خمس سنوات عشتُ مع ابنتي في دوامة المعدل التراكمي والقبول في الجامعة، وكانت عملية البحث عن تخصص يتناسب مع رغبتها العلمية وذلك المعدل أشبه ما يكون بأحجية نسير بها بين الجامعات المطروحة، ثم ننتظر القبول بعد كل تصفية تتم، والتي تتبعها عملية ترقية للرغبة بعد تسكين الشواغر بأصحاب المعدلات العالية.. على الرغم من أن ابنتي لم تكن بعيدة عن تلك الفئة.. إنما ما يحدث من ارتفاع في نسب القبول ونتائج القدرات والتحصيلي أوجدت كابوسا اسمه المعدل التراكمي، ذلك المعدل الذي يرمي بنتيجة الثانوية العامة عرض الحائط بعد جهد ثلاث سنوات من السهر والتعب للحصول على معدل في التسعينات يذهب مع الريح.. لا اعتراض فقط لفت انتباه.. فلست من الباحثين في هذا المجال ولعلهم أدرى مني بتلك الآلية، من المؤكد أنهم قاموا بدراسة مستفيضة للجوانب الإيجابية والسلبية فيها ليؤكدوا على استمرار القرار باحتساب النسبة الأكبر للقدرات والتحصيلي.. في النهاية استطاعت ابنتي أن تدرس وتتخرج من القسم الذي أرادته ولله الحمد.

المهم - خلونا في الوقت الحاضر - كلما أتذكر أنني سأخوض مع ابنتي الصغرى الدائرة نفسها مع مضاعفة التعقيدات بارتفاع نسب القبول.. ونراجع معا ما أُنجز من قبلها في معدلها التراكمي أقف عاجزة عن تحفيزها بالمضي نحو حلمها الذي كبر مع آخر أيام للدراسة الثانوية، وأتحوّل من تلك الأم المحفزة إلى أخرى تحاول إقناع ابنتها بالبدائل المتاحة حتى لا تصدم من نتيجة الفرز كما حدث مع الكثيرات قبلها، وأجدني أحاول أن ألطف باقي التخصصات التي لم تأتِ هي على ذكرها بحجة سوق العمل، والحقيقة أنها محاولة مني في حماية قرة عيني من صدمة المعدل التراكمي والقبول الجامعي.

بالفعل سجلت ابنتي معلوماتها في منصة القبول الجامعي، وقامت بوضع بعض الرغبات بالأفضلية بالنسبة لها لتفاجأ بأنها ملزمة بوضع خمسة وعشرين رغبة في القبول تحسبا لعدم اجتيازها اشتراطات الرغبات الأولى، كان هناك سؤال يدور في ذهني من منّا لديه خمسة وعشرون رغبة حقيقية في تخصصه الجامعي؟ أم أن الأمر شهادة والسلام.

الأمر لم يقف عند هذا الحد بل إن شرطا آخر أصابني بالذهول قبل ابنتي، ألا وهو وجوب تضمين الرغبات بواحدة على الأقل للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.. وهنا توقفت برهة وسؤال في نفسي لمَ أضع شرطا كهذا لطالبة طموحاتها عند الكليات الجامعية ومعدلها يسمح لها بهذا الطموح.. وأثناء تفكيري نظرت إليّ ابنتي وهي تقول في ذعر..

- يعني يا ماما ممكن كل الأربعة والعشرين رغبة ما يوافقولي عليها؟
لم أستطع سوى الرد عليها بابتسامة مطمئنة بعد أن تملكني ما أصابها. قبل أيام خرجت مع صديقاتي ودار حوار بيننا في هذا الصدد، أخبرتهم برغبة ابنتي وما يعتريها من مخاوف أن لا تحصل على ما تريد من تخصص، فأشارت لي إحداهن بأن أبذل جهدي أن تحصل على التخصص الذي تريده حتى لو تطلّب الأمر الدراسة في الجامعات الخاصة أو حتى منحة خارجية مبررة قولها بـ

  • لا تخليها تدرس شيء ما تحبه ويبنى عليه مستقبلها.
  • طيب والحل في التراكمي؟
  • قدرته على ربي.
هل جميعنا لديه القدرة على الجامعات الخاصة، وهل نحن مرغمون على مفارقة أبنائنا للخارج؟

نحن الآن في مرحلة الانتظار فهل ستحظى ابنتي بفرصتها لتحقيق حلمها.. أم ستكتفي بمقاعد الوظيفة للحصول على لقمة العيش؟

eman_bajunaid@

أخبار ذات صلة

0 تعليق