«الألعاب الالكترونية» وخير جليس في الإجازة 

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الألعاب الالكترونية» وخير جليس في الإجازة , اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 04:42 صباحاً


لا نختلف على أن الألعاب الالكترونية أصبحت اليوم في الجانب الترفيهي هي المسيطرة والكل في الكل لدى معظم الأطفال بمختلف شرائحهم العمرية، وليس على مجتمع محدد فحسب بل في جميع أنحاء كوكب الأرض، وهذا الإقبال الكبير انعكس على سوق صناعة تلك الألعاب لدرجة أصبح تعلق بعض الأطفال بها إدمانا لا يمكنهم الاستغناء عنها بتاتا.

في الواقع أنا لست ضد تلك الألعاب الالكترونية التي غزت الشاشات وانتشرت في كل مكان، ولكنني أرفض تماما وبشدة أن يكون تعلق الطفل بها كبيرا لدرجة الوصول إلى مرحلة لا يمكن الاستغناء عنها ولو ليوم واحد، فبعض الأطفال للأسف قد لا يغمضون أعينهم ليلا وفي ظل غياب الرقابة الأسرية إلا بعد إكمال اللعبة الالكترونية بجميع مراحلها.

هذه الأيام يتمتع الأبناء الأعزاء بالإجازة الصيفية، ويحلو لهم فيها السهر لساعات طويلة مع تلك الألعاب الالكترونية والتي تصبح بدورها خير جليس، وبعيدا عن الأنشطة التفاعلية الأخرى التي تسهم في تنمية قدراتهم وتكسبهم مهارات وتعلمهم علوم ومعارف جديدة، وبذلك يقضون يوم الإجازة كما اتفق ودون استثماره في المفيد الإيجابي، فسوء تخطيط الاستمتاع بأيام الإجازة بطريقة مفيدة ينعكس إيجابا على الفرد من الأمور المهدرة للوقت ونتائجها سلبية، بينما نجد أن الجمع بين الترفيه والتعلم من أفضل الأمور التي تنمي القدرات والمهارات والتواصل والتفاعل لدى الأطفال بمختلف أعمارهم. 

ولا ننسى أن الموقف العالمي ضد ألعاب الفيديو تعزز في عام 2019 عندما قررت منظمة الصحة العالمية النظر إلى إدمان ألعاب الفيديو على أنه مرض دماغي يستوجب العلاج، فضلا عن وجود عدة دراسات تتهم ألعاب الفيديو بكونها تؤذي الدماغ وتؤثر بالسلب عليه، إذ اعتبرت الصحة العالمية إدمان ألعاب الفيديو بأنه نمط سلوكي يتعلق بألعاب الفيديو يتميز بفقدان السيطرة على الألعاب والرغبة في تجربتها، فضلا عن وضعها في مقدمة الأولويات اليومية دون النظر إلى بقية جوانب الحياة والاستمرار في تقديم أولوية الألعاب دون النظر إلى العواقب السلبية الناتجة عنها.

لا شك أن مخاطر إدمان الأطفال للألعاب الالكترونية على جيل الأطفال كثيرة ولا يمكن حصرها، وأستهلها بالمشاكل الصحية، فالجلوس لساعات طويلة في مكان واحد ولعب ألعاب الفيديو قد يؤدي مع مرور الأيام إلى زيادة فرص التعرض لزيادة الوزن وصولا إلى السمنة، بجانب إضعاف العضلات والمفاصل وجعل اليدين والأصابع مخدرة بسبب الإجهاد المفرط والرقبة بسبب النظر إلى أسفل لفترات طويلة جدا، كما أن التحديق لساعات طويلة للشاشة يمهد لضعف النظر والصداع، كما قد يؤدي المحتوى العنيف في ألعاب الفيديو إلى جعلهم أطفالا عدوانين نحو الآخرين، والتعرض لقيم خاطئة قد لا يترددون في محاولة محاكاة السلوكيات الخاطئة نفسها، كما تم تضمينها في الألعاب، أما في الجانب الاجتماعي فقد يفضلون العزلة عن محيطهم الأسري أو الخارجي، وبذلك تزداد فرص تعرضهم للإصابة باضطرابات التكيف والقلق والتوتر في حياتهم الشخصية.

من المخاطر المترتبة على الألعاب الالكترونية هي اختلال ساعات النوم وتحديدا أيام الإجازات، فقد تؤثر سلبا على النوم، فالاستخدام المفرط لها قد يؤدي إلى اضطرابات النوم والأرق، خاصة بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات وتأثيره على هرمون الميلاتونين المنظم للنوم، بالإضافة إلى الإثارة الذهنية التي تسببها تلك الألعاب، وعندما ترتبط المشكلة بالنوم فينتج عن ذلك أعراض أخرى ومنها تقلب المزاج، النعاس المتكرر، الصداع، الخمول والكسل، عدم القدرة على الإنتاجية، وغيرها وغيرها.

ومن السلوكيات السلبية التي يمارسها بعض الأطفال هي تناولهم وجبات الطعام وهم يمارسون الألعاب الالكترونية، وهذا السلوك غير صحي ومحفوف بكثير من المخاطر، فالطفل لا يستمتع نهائيا بوجبة ويتناولها كيفما اتفق دون المضغ الجيد، وقد يؤدي ذلك إلى استهلاك كميات كبيرة من الطعام ولا سيما إذا كانت وجبات سريعة وترافقها المشروبات الغازية، كما أن التركيز النفسي يكون موجها صوب اللعبة وليس الأكل.

ومن كل ما سبق هذا نداء صادق موجه للآباء والأمهات بتوجيه الأطفال بتقنين استخدام الأجهزة بشكل عام والألعاب الالكترونية، فلا يمكن منعهم نهائيا منها ولكن بالإمكان تقنين الاستخدام وخصوصا أيام الإجازات التي يفرط فيها الأطفال استخدام الأجهزة الالكترونية.

الخلاصة: من المهم أن يحرص الأطفال في الإجازة الصيفية وبدعم الوالدين وأفراد الأسرة على تنظيم الوقت واستثمار الإجازة في الأمور المفيدة التي تنمي قدراتهم وتعزز مهاراتهم وتكسبهم مدارك جديدة، وذلك بالحرص على الجمع بين الترفيه والعلم، فهناك أندية ومراكز لصقل المواهب ورحلات علمية صيفية يمكن الانخراط فيها، مع التأكيد على أن إدمان الألعاب الالكترونية يؤدي إلى الشعور الدائم بالقلق والتوتر، عدم الشعور بالوقت، أو بالآخرين من حوله عند استخدام البرامج والأجهزة الالكترونية، الميل إلى العزلة، وقلة التواصل مع الآخرين، وكثرة المكوث في المنزل، انعدام ممارسة الأنشطة الرياضية، أو الاجتماعية نتيجة الانشغال لساعات طويلة بالأجهزة الالكترونية.

مع خالص دعواتي بإجازة سعيدة وممتعة ومفيدة لجميع طلبة المدارس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق