شهدت جزيرة فلوريس في شرق إندونيسيا فجر الأربعاء مشاهد مرعبة بعد أن ثار بركان «ليوتوبي لاكي-لاكي» (Mount Lewotobi Laki-laki) مطلقا عمودا هائلا من الدخان والرماد البركاني وصل ارتفاعه إلى نحو 10 كيلومترات في السماء، بحسب ما أعلنته صحف محلية.
وأجبرت الانفجارات السلطات على رفع مستوى التحذير إلى الدرجة الرابعة (الأعلى) بسبب النشاط البركاني المتزايد.
ثوران مزدوج خلال ساعات
وفقا لبيان رسمي من هيئة الجيولوجيا الإندونيسية، فقد وقع الانفجار الأول في الساعة 1:35 صباحا بالتوقيت المحلي (1835 بتوقيت غرينتش مساء الثلاثاء) واستمر لمدة تسع دقائق.
ثم تكرر الانفجار مجددا في الساعة 9:21 صباحا ليستمر ثلاث دقائق، حيث ارتفع الرماد هذه المرة إلى 8 كيلومترات في السماء.
وأكد رئيس الهيئة، محمد وافيد، أن القرار برفع مستوى الإنذار اتُّخذ مساء الثلاثاء بعد تسجيل «زيادة كبيرة في النشاط الزلزالي والحراري» منذ يوم الاثنين.
وأضاف:«على السكان المقيمين قرب البركان أن يكونوا على وعي بخطر تدفق الطين البركاني في حال هطول أمطار غزيرة، ويجب إخلاء المنطقة ضمن نطاق يتراوح بين 6 إلى 7 كيلومترات من فوهة البركان».
إجلاء عشرات السكان وتحذيرات من كارثة جديدة
قالت أفيلينا مانغوتا هالان، وهي مسؤولة في وكالة إدارة الكوارث المحلية، إن عشرات السكان من القرى القريبة تم إجلاؤهم بعد الانفجارين المتتاليين.
وأضافت أن معظم السكان غادروا منازلهم خوفا من تكرار المأساة التي وقعت في نوفمبر 2024، حين أدى انفجار كبير للبركان نفسه إلى مقتل 10 أشخاص وتدمير آلاف المنازل في المنطقة.
إغلاق المطار وتعليق الرحلات الجوية
أعلنت الحكومة الإندونيسية إغلاق مطار فرانسيسكوس إكزافيريوس سيدا في مدينة ماوميري بإقليم نوسا تنقارا الشرقية حتى يوم الخميس كإجراء احترازي.
لكن حتى الآن، أكدت سلطات الطيران أن الانفجار لم يؤثر على الرحلات الجوية من وإلى جزيرة بالي السياحية.
يُذكر أن بركان ليوتوبي شهد سلسلة من الثورانات المتكررة هذا العام، إذ اندلع في يوليو وأغسطس الماضيين، مما تسبب حينها في تعطيل بعض الرحلات الجوية في المنطقة.
إندونيسيا فوق حزام النار
تُعد إندونيسيا من أكثر دول العالم عرضة للنشاط البركاني، إذ تضم أكثر من 120 بركانا نشطا.
وتقع البلاد فوق ما يُعرف بـ «حلقة النار في المحيط الهادئ» (Ring of Fire)، وهي منطقة نشطة من حيث الزلازل والبراكين نتيجة التقاء عدة صفائح تكتونية، مما يجعل مثل هذه الانفجارات جزءا متكررا من المشهد الطبيعي في الأرخبيل الآسيوي.
0 تعليق