عثر علماء الحفريات في مقاطعة أوكسفوردشير البريطانية، على كشف أثري ضخم يعود إلى ديناصور عملاق جاب المنطقة قبل نحو 166 مليون عام.
واكتشف الفريق العلمي الذي قاد أعمال التنقيب في مقلع «ديوارز فارم» وجود مسارٍ متواصل من آثار الأقدام يمتد لأكثر من 220 متراً، أي ما يعادل نحو 700 قدم، في ما وُصف بأنه «طريق الديناصورات السريع»، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
آثار عملاقة تكشف مسار الحياة القديمة
أوضحت الدكتورة إيما نيكولز من متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أكسفورد، أن هذه الآثار ضخمة بشكل لم تصدقه، وهي آثار لأقدام ديناصور من نوع سيتيوسوروس الذي عاش في هذه المنطقة، لافتة إلى كونه من ديناصورات الفصيلة العاشبة ذات الأعناق الطويلة، وقد بلغ طوله قرابة 18 متراً، أي أطول من حافلة لندن الشهيرة ذات الطابقين.
طريق ديناصورات محفوظ عبر الزمن
بدأ الكشف عن الموقع بعد تفجير لإزالة طبقات الحجر الجيري القديمة، حيث ظهرت سلسلة من الحفر الحجرية العملاقة تحت أطنان من الصخور التي شكلت أثر أقدام ديناصورٍ سار على أرض موحلة ثم جفت بفعل الشمس قبل أن تُغطيها الرواسب، فحفظتها ملايين السنين.
وقالت البروفيسورة كيرستي إدجار من جامعة برمنجهام: «نحن نكشف عن شيء لم يره أحد من قبل، من النادر العثور على أثر بهذا الحجم والطول».
وأشار تحليل الصور الجوية إلى أن كل بصمة قدم يبلغ عرضها نحو مترٍ واحد، وأن الديناصور كان يسير بخطى ثابتة بسرعة تقدر بنحو مترين في الثانية، أي ما يعادل مشي إنسان بخطوة سريعة.
آثار أخرى لمفترسات العصر الجوراسي
إلى جانب المسار العملاق، عثر الباحثون على آثار أصغر تركها ديناصور لاحم يُعرف باسم ميجالوصوروس، وهو أول ديناصور وصف علمياً في بريطانيا، حيث تركت أقدامه الثلاثية الشكل علامات مميزة على أرض المقلع، ما يشير إلى أنه كان يتجول في المنطقة نفسها قبل ملايين السنين.
وتحدث الباحث دنكان مردوك من متحف أكسفورد عن أهمية المعلومات التي وفرها الاكتشاف عن الحياة القديمة، موضحاً: «إلى جانب آثار الأقدام، وجدنا أصدافاً صغيرة وقنافذ بحرية وأحافير لأحياء بحرية دقيقة، وهو ما يوضح أن المنطقة كانت أشبه ببحيرة استوائية ضحلة، مثل جزر البهاما اليوم».
0 تعليق