«الأسر المتعفّفة» في أم القيوين تدعم زوجة سجين بمشروع منزلي

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إمارات الخير مشرعة الأبواب دائماً أمام الجميع، لم تغلقها يوماً في وجه أحد، ولم تأت على حق من كان، فالمساواة في المعاملة عنوانها، واحتواؤها لا يفرق بين الناس، وتقديرها لأوضاع من يسقطون في أوضاع خارجة عن إراداتهم أو حتى بفعل أيديهم.
وفي ذلك قصة «م.ع» مقيم، الذي ارتكب جريمة أدت إلى صدور حكم بسجنه سنوات عدة، كون العقاب واجباً لمن أساء الأدب؛ وبالطبع لا ندم يفيد، ولا تأسف يشفع، فعواقب الخطأ ونتائجه تشمل المخطئ والمنتمين إليه.
من هنا لحقت تبعات فعلة الزوج بزوجته وأبنائه، اذ تدهور وضعهم بالكامل، وخيم عليهم الفقر بلونه القاتم، وأصبحوا يعيشون تفاصيل مفرداته، فلا دخل مادياً يلبي الحدّ الأدنى من احتياجاتهم الضرورية، أو يستطيعون به تسديد إيجار مسكنهم، وكلفة تعليم الأبناء، ولم يكن مناص لديهم أو مفر من أيامهم التي أضحت سوداوية المعالم.
وبالطبع أصيبت الزوجة بهلع مقيت، ونزل بها حزن مقيم، وأصبحت الدموع وسيلتها الوحيدة في التعبير عن ألم العيش الذي يشملها مع الأبناء؛ فمن أين لها توفير قوت يومهم، وإذا توافر الطعام من فاعل الخير هذا أو ذاك، فمن أين لها كلفة بقية الضروريات والمطالب، والأب وراء القضبان يقضي عقوبته، وهي والأبناء خارجها يتجرعون مرارتها، ومحبسهم المعنوي هنا انعدام سبل العيش، وتدهور الحال.

المعاناة سيدة الموقف


ومع كل المعاناة التي أصبحت سيدة الموقف في حياة الزوجة المنعدمة الحيلة، لم تفكر في مغادرة الدولة مع الأبناء من دون الزوج؛ فكيف تعيش وحيدة بلا عائلهم وسندهم لو رجعوا إلى موطنهم؟ وكيف لها أن تبلغ أسرته وأسرتها بخبر سقوطه في فخّ الانحراف بما في ذلك من افتضاح أمره، مع سجنه الذي سيقتطع سنوات طوالاً من عمره، قبل أن يتنفس رائحة الحرية مرة أخرى؛ فضلاً عن أنه من الأساس لم يكن بإمكانها العودة إلى بلدها، ويداها وجيوبها خاوية، إلى أجل بعيد المدى.
ولكن كرم الله سبحانه وتعالى لا ينقطع، ورحمته لا تغفل أحداً، وتدبيره، يتخطى تفكير المرء مهما بلغ مداه، وبالفعل جاءت مساندته عزّ وجلّ لهذه الزوجة، بأفضل مما كان يمكنها أن تتوقعه، أو تتخيله.

«دار البرّ»


فعلى يد لجنة الأسر المتعففة في أم القيوين التابعة لجمعية «دار البرّ»، انتهت مشكلة الزوجة، وعن ذلك قال علي حسن العاصي، رئيس اللجنة:
هذه الأسرة العربية كانت تعيش في الدولة منذ فترة، وتسير بهم الحياة، إلا أن الزوج ارتكب فعلاً مجرماً. فسجن، وأصبحت الزوجة والأبناء في الشارع من دون مال، وبمجرد علمنا بالحالة، سارعنا باستئجار منزل لهم بمبلغ 15 ألف درهم في إمارة أم القيوين، وسددنا رسوم الأبناء الدراسية.
وعملنا على إكساب الزوجة حرفة منزلية للاستفادة من عائد بيعها، تمثلت في تعليمها طرائق صناعة الحلوى المختلفة، وكنا نزوّدها بالتمور لإضافتها فيها، وبالفعل استطاعت إعالة نفسها مادياً، وأصبحت حالياً تسدد إيجار شقتها، وتلبي متطلباتها والأبناء.
وأضاف: نحرص على ألا تكون مساعدتنا آنية، أو في حدود معينة، نسعى دائماً لصلب عود من يقعون في حاجة، ويستطيعون الوقوف على أقدامهم، في ضوء امتلاكهم مقومات الاعتماد على أنفسهم، عقب مساعدتنا لهم في البداية؛ لذا عملنا على دعم الزوجة لتعتمد على نفسها طيلة بقائها في الدولة الى حين الإفراج عن زوجها عقب قضاء محكوميته، حتى تستطيع إعالة اطفالها، من دون مد اليد، أو الحاجة لأي كان.

أخبار ذات صلة

0 تعليق