كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من مركز الفضاء في جامعة دلهي للتكنولوجيا أن جزيرة جرينلاند، ثاني أكبر كتلة جليدية في العالم، تشهد تحولات جيولوجية مقلقة بسبب تغير المناخ الذي يعيد تشكيل الجزيرة الجليدية، من بينها انجرافها التدريجي نحو الشمال الغربي بمعدل يقدر بنحو 2 سنتيمتر سنوياً.
وأشارت الدراسة إلى أن «جرينلاند»، التي تُعد أكثر مناطق الدنمارك اكتظاظاً بالجليد، لا تذوب فقط من الأعلى، بل تُضغط وتتمدد وتلتوي بفعل قوى جيولوجية كامنة ومكتسبة، ما يعكس تأثيرات التغير المناخي في البنية التكتونية للجزيرة.
وأوضح الباحث دانجال لونجفورز بيرج، المتخصص في علوم الفضاء، أن ذوبان الصفائح الجليدية أدى إلى إطلاق ضغط هائل كان يثقل القشرة الأرضية، ما تسبب في تمدد الجزيرة وارتفاعها. وأضاف: «وجدنا أن جرينلاند لا تتمدد فقط كما كنا نعتقد، بل هناك مناطق كبيرة تنكمش أيضاً، في استجابة معقدة لحركات جيولوجية تعود إلى نهاية العصر الجليدي الأخير».
واعتمد الفريق في تحليلاته على نموذج جيولوجي يعود إلى 26 ألف عام، مدعوماً ببيانات دقيقة من 58 محطة مراقبة «GNSS» حول جرينلاند، ما مكنهم من تتبع تحرك الجزيرة وتغير تضاريسها بدقة غير مسبوقة خلال العقدين الأخيرين.
وأشار دانجال لونجفورز بيرج إلى أن الجليد في جرينلاند يواصل الذوبان بوتيرة تتجاوز قدرته الطبيعية على التجدد، حيث فقدت الجزيرة كميات هائلة من الجليد خلال السنوات الـ28 الماضية، رغم أن عام 2024 شهد أقل معدل خسارة منذ عام 2013.