تاريخ عريق واستراتيجية طموحة للنمو والبناء

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رأس الخيمة: عدنان عكاشة

رأس الخيمة، بطموحاتٍ لا سقفَ لها، هي رابع أكبر الإمارات السبع، التي تُشكل العقد الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة، بمساحة تبلغ 1684 كيلومتراً مُربعاً. تتميز بتضاريسها الطبيعية المتنوعة، وتاريخها العريق، واستراتيجيتها الطموحة والواعدة، للنمو والبناء والتحديث والاستدامة.

كما تتميز الإمارة باقتصاد مُتنوع، وتشتهر بتاريخها الثري والحافل، الذي يرجع إلى 7000 عام من الحضارة والتراث الأصيل، فيما أصبحت بين القرنين ال13 وال 14 ميناءً تجارياً مُزدهراً في المنطقة.

تحتضن رأس الخيمة طيفاً مُتنوعاً من الثقافات والجنسيات، حيث يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة من 150 جنسية مُختلفة، يشكّل المواطنون 32%، والمقيمون 68%. وتشتهر ببيئتها الساحلية الهادئة، وعقاراتها الشاطئية الفاخرة، التي يسهل تملّكها، وبجودة الحياة العالية، ما يجعلها وُجهةً مثالية للحياة الراقية والُمتميزة.

وقد عُرفت قديماً باسم «جلفار»، واشتُهرت باستخراج وتجارة اللؤلؤ الثمين، وكانت من أبرز المراكز التجارية في المنطقة، وأدى اكتشاف آثار فخارية في الإمارة تعود لأسرة يوان الصينية عام 2019، إلى تسليط الضوء على حجم العلاقات التجارية في «جلفار».

كما تُعد «الجزيرة الحمرا القديمة» من أهم قُرى الصيد التقليدية التاريخية، المحفوظة والباقية حتى الآن، على مستوى منطقة الخليج العربي، والتي قاومت عوامل الاندثار ومُتغيرات الزمن، في حين تعود قلعة ضاية في رأس الخيمة، وهي من أبرز مواقعها الأثرية ومعالمها التاريخية، إلى القرن ال 18 الميلادي.

فُرص لا حصر لها

تزخر رأس الخيمة بتراث ثقافي غني، حيث تضم مواقع أثرية يعود تاريخها إلى 7000 عام، من ضمنها 4 مواقع مُدرجة على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».

ومع مناخها الُمشمس على مدار العام، وبيئة الأعمال المُبسّطة والمُيسّرة في نطاقها، وكلفة المعيشة المعقولة، وجودة الحياة العالية، تُوفر الإمارة فُرصاً لا حصر لها تجعلها وُجهةً نموذجية، تستقطب الناس من حول العالم، للعيش والعمل والزيارة والاستثمار.

بين الشرق والغرب

تحظى رأس الخيمة بموقع استراتيجي مُتميز، يجعلها جسراً يصل الشرق بالغرب، حيث يُمكن من خلالها الوُصول إلى ثلث سكان العالم في غضون 4 ساعات طيران فقط، ما يجعلها وُجهةً مثالية للاستثمار الأجنبي.

وتتميز الإمارة بتضاريسها المتنوعة والغنية، مُروراً بسلسلة جبال الحجر الشامخة، إلى شواطئها الرملية الساحرة، وكثبانها الصحراوية الذهبية، وُصولاً إلى مناطق جذبها المُتنوعة، وسياحة المغامرات فيها، كما تمتلك اقتصاداً مُستقراً ومُتنوعاً، وجهات حكومية، تنفيذية وتشريعية وقضائية مُستقلة.

تحتضن الإمارة «جبل جيس»، أعلى قمة في الدولة، بارتفاع 1934 متراً، ويضم أطول مسار انزلاقي في العالم، مُسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية، ويحتوي عدداً من الأنشطة الخاصة بالُمغامرات، مع وُجود أعلى مطعم في الإمارات، واختيرت عاصمةً للسياحة الخليجية لعامين متتاليين، 2021 و2020، من قبل وزراء ومسؤولي السياحة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

جمال أخاذ

تحملُ رأس الخيمة جمالاً طبيعياً أخّاذاً، حيث تحتضن شواطئَ تمتد لنحو 68 كيلومتراً، عبر شريطها الساحلي الساحر، بالإضافة إلى صحاريها الخلّابة، وجبالها الشامخة، التي تُغطي 2,486.6 كيلومتر مُربع.

وتتألق جزيرة المرجان، التي تمتد على شكل «المرجان»، لتستأثر بمكانةٍ سياحية وحضارية خاصة، باعتبارها إحدى أفضل مناطق الجذب، في مجالات الضيافة والسكن وتجربة جودة الحياة المُعاصرة.

كما تُسخر الإمارة إمكاناتها الكبيرة لتصُبَّ في المجرى المُتدفق والمُتواصل لمشاريع التقدم والتطوير، وترسيخ التنمية والاستدامة، مُسترشدةً برؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، والتي تقود إلى تحقيق التنمية الُمستدامة، والازدهار الاقتصادي، والحفاظ على البيئة، وتحفيز التنمية الاجتماعية والابتكار.

وتتميز أيضاً بسجلٍ حافل من الاستقرار والأمن والأمان، والترابط الشعبي، والتضافر الُمجتمعي، والتلاحم الوطني، مما يوفر أرضيةً صلبة تدعم عملية وضع السياسات واستراتيجيات النمو المستقبلية، لمختلف القطاعات في الإمارة.

تخطيط طويل الأجل

تسعى رأس الخيمة بشكلٍ مُتواصل إلى تحقيق النُمو الُمستدام، وتعكف على التخطيط الاستراتيجي طويل الأجل، وعبر مشاريعها المُتلاحقة، تُرسخ موقعها على الخارطة الإقليمية والدولية، وُجهةً جاذبةً للباحثين عن بيئةٍ مُزدهرة للعيش والاستقرار والعمل والاستثمار.

كما تُمثل وجهةً جذابة لرُواد الأعمال والشركات، حيث توفر الخدمات الُمبسطة والُمباشرة والقابلة للتخصيص، مع تكاليف التشغيل الُمنخفضة، وهي تتميز بأحد أدنى معدلات الضريبة على الشركات في العالم، فيما أشاد البنك الدولي بكفاءة النظام القضائي في رأس الخيمة، الذي يُوفر للجميع العدالة، والشفافية، وبيئة العمل الُمستقرة.

وبفضل تركيزها على الابتكار، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، وسُهولة مُمارسة الأعمال، تستقطب رأس الخيمة الاستثمار الأجنبي الُمباشر من مُختلف أنحاء العالم، والذي يغطي مجموعةً مُتنوعة من القطاعات الاقتصادية.

تعدد الثقافات

تشتهر رأس الخيمة ببيئتها الساحلية الهادئة ونمط الحياة الُمميز على شاطئ البحر، ويعكس هذا التوازن الفريد بين عراقة التاريخ وأصالة الحاضر، حيث تحتضن الإمارة معالم تاريخية وثقافية مُلهمة، إلى جانب مشاريع ومرافق عصرية مُتطورة، ما يُعزز مكانتها ك«مدينة مُتعددة الثقافات»، ووُجهة مُفضّلة للسكّان ورُوّاد الأعمال والسيّاح، من مختلف أنحاء العالم.

ونجحت جهود التحديث والتنمية في تطوير العديد من الأحياء في رأس الخيمة، وجارٍ العمل على قدمٍ وساق لإضافة المزيد من المشاريع الحيوية، عبر الامتداد الجغرافي والاجتماعي للإمارة، من الرمس وُصولاً إلى شعم والجير، إلى الظيت والجزيرة الحمراء جنوباً. فيما تُشكل أحياء رأس الخيمة مناطق حيوية لأبناء الإمارة، حيث تتميز بأجوائها الاجتماعية النابضة بالحياة، والمُفعمة بالتآلف والتآزر الاجتماعي، والمُشبعة بالقيم الإماراتية الأصيلة والراسخة، بما تتضمنهُ تلك الأحياء من مهرجانات ومُلتقيات مُجتمعية وفعاليات شعبية وحفلات زفاف ونشاطات تُراثية وثقافية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق