نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يعلن اتفاقاً مع الصين يتضمن خفض الرسوم واستئناف صادرات المعادن النادرة, اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 09:16 صباحاً
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أنه عقد اجتماعاً "رائعاً" مع نظيره الصيني شي جين بينغ في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، معلناً التوصل إلى اتفاق جديد بين البلدين يتضمن خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 47% بدلاً من 57%، واستئناف بكين شراء فول الصويا الأميركي، وضمان استمرار صادرات المعادن النادرة.
اللقاء، الذي استمر قرابة ساعتين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، يُعد الأول بين الزعيمين منذ عام 2019، وشهد مناقشة ملفات اقتصادية وأمنية حساسة، أبرزها ملف الفنتانيل، والتجارة التكنولوجية، والتوترات المتعلقة بالمعادن النادرة.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية عقب مغادرته كوريا الجنوبية، إن الاتفاق الجديد "يمثل خطوة مهمة في طريق تخفيف التوترات التجارية مع الصين"، موضحاً أن مدة الاتفاق عام واحد قابل للتمديد. وأضاف أن الرئيس الصيني "أبدى التزاماً واضحاً بمكافحة تهريب مادة الفنتانيل القاتلة"، معلناً خفض الرسوم الجمركية المفروضة على هذه المادة من 20% إلى 10% بشكل فوري.
وأشار ترامب إلى أن الجانبين توصلا إلى مجموعة من التفاهمات لتخفيف القيود التجارية، من بينها استئناف الصين استيراد فول الصويا الأميركي ووقف العمل بنظام تراخيص تصدير المعادن النادرة لمدة عام على الأقل. وقال: "لا يوجد الآن أي عائق أمام تجارة المعادن النادرة، ونتطلع إلى أن يظل هذا الملف مغلقاً لفترة طويلة".
كما أكد ترامب أنه ناقش مع شي ملف التكنولوجيا، وتحديداً قضية وصول شركة "إنفيديا" الأميركية إلى السوق الصينية، لكنه شدد على أن الصين لن تحصل على أحدث شرائح الشركة من سلسلة "بلاكويل" المتقدمة، في إطار الحفاظ على الأمن القومي الأميركي.
وتطرق الاجتماع كذلك إلى التعاون في ملفات عالمية أخرى، من بينها الأزمة الأوكرانية والقيود المفروضة على الشحن البحري. وبحسب مسؤولين أميركيين، لم تُطرح قضية تايوان خلال اللقاء الذي استمر نحو 90 دقيقة.
وأعلن ترامب أنه سيزور الصين في أبريل المقبل، على أن يزور الرئيس الصيني الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام المقبل، في خطوة تعكس رغبة متبادلة في "إعادة بناء الثقة السياسية والاقتصادية".
من جانبه، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن "تنمية الصين لا تتعارض مع رؤية ترامب لجعل أميركا عظيمة من جديد"، مشدداً على ضرورة أن تكون العلاقات بين البلدين "قائمة على التعاون لا الصراع". وأضاف: "يمكن للصين والولايات المتحدة أن تتحملا معاً مسؤولية كبرى كقوتين عالميتين وأن تعملا لصالح شعبيهما والعالم".
وحضر اللقاء من الجانب الأميركي وزراء الخارجية والخزانة والتجارة، بينما ضم الوفد الصيني وزيري الخارجية والتجارة ونائب رئيس مجلس الدولة.
في الأثناء، رحبت الأسواق العالمية بالاتفاق، حيث قفزت الأسهم الصينية إلى أعلى مستوياتها خلال عقد، وارتفع اليوان إلى ذروة لم يبلغها منذ عام، فيما سجلت مؤشرات وول ستريت وطوكيو مكاسب قوية، وسط تفاؤل بانفراج في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
لكن محللين حذروا من أن هذا الانفراج قد يكون مؤقتاً، في ظل استمرار التنافس الحاد بين واشنطن وبكين على النفوذ الصناعي والتكنولوجي. وقال الباحث الاقتصادي يوي سو من "ذي إيكونومست إنتليجنس يونيت" إن "الاتفاق يمثل هدنة مؤقتة أكثر من كونه نهاية للصراع الاقتصادي بين البلدين".
وكان ترامب قد أكد خلال جولته الآسيوية أنه يسعى للتوصل إلى اتفاق شامل يجنّب البلدين المزيد من الإجراءات العقابية، بعد أشهر من التوترات التي عطلت سلاسل الإمداد العالمية وأثرت سلباً على الاقتصاد الدولي.
ويُتوقع أن يمهّد الاتفاق الجديد، في حال الالتزام به، لمرحلة أكثر استقراراً في العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، رغم استمرار الخلافات العميقة بشأن التكنولوجيا، والسباق نحو التفوق الصناعي، ودور الصين في إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي.


















0 تعليق