اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأربعاء، في بروكسل لبحث سبل تعزيز دعمهم لأوكرانيا، وتحسين ردّهم في أعقاب سلسلة من الاختراقات الجوية الروسية للأجواء الأوروبية.
وعند وصوله إلى مقر الناتو، حضّ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الدول الأوروبية وكندا على زيادة دعمها لأوكرانيا من خلال مبادرة أطلقتها واشنطن تتيح لكييف شراء أسلحة أمريكية بتمويل أوروبي.
قدرات فعلية
وقال: «يتحقق السلام عندما نكون أقوياء، لا عندما نستخدم عبارات مُبالغاً فيها، أو نُلقي محاضرات. يتحقق عندما نمتلك قدرات فعلية ومتينة يحترمها خصومنا».
ولا تشارك فرنسا في هذا البرنامج. ولم تُثر وزيرة الدفاع الجديدة كاترين فوتران التي تشارك للمرة الأولى في اجتماع للناتو، هذا الموضوع لدى وصولها إلى بروكسل.
ويناقش الوزراء أيضاً سُبل تعزيز وسائل الدفاع والردع لمواجهة هذه الاختراقات المتكررة لطائرات مسيّرة روسية، أو مجهولة المصدر.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، هذا الأسبوع في إشارة إلى رد الحلف: «قمنا بما تدربنا عليه، ونجحنا في ذلك، لكننا بحاجة إلى المزيد».
اختراقات روسية
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، دفع تسلّل نحو 20 مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي الناتو لإسقاط ثلاث منها، في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الحلف عام 1949. وبعد أيام قليلة، رافقت مقاتلات تابعة للناتو ثلاث طائرات روسية من طراز «ميغ» إلى خارج الأجواء الاستونية، بعد اختراق استمر 12 دقيقة، وهي فترة قياسية.
وأعقب هذا الرد السريع إطلاق عملية «الحارس الشرقي»، بهدف تعزيز المراقبة على الخاصرة الشرقية لحلف الناتو. وبحسب دبلوماسيين، ترى دول عدة أن من الضروري تعزيز الاستجابة، وتوفير مزيد من الوسائل والإمكانات.
ويعتزم الناتو تعديل قواعد الاشتباك الخاصة به من خلال منح قيادته العسكرية مزيداً من المرونة.
وأوضح دبلوماسيون، أن الفكرة تكمن في تبسيط القواعد التي تستند إلى أنظمة مختلفة وتحدّ أحياناً من قدرة القيادة العسكرية للحلف على اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز: «عندما تصبح الأمور معقدة، وعندما تكون طائرات إف-35 في الجو، علينا التأكد من أن الجميع يفهمون بوضوح ما هي القواعد».
جدار المسيرات
واقترح الاتحاد الأوروبي الذي سيجتمع وزراء دفاعه الأربعاء بعد اجتماع الناتو، إقامة «جدار» مضاد للطائرات المسيرة لمواجهة ذلك.
أكد الأمين العام للناتو، أنّ الحلف يؤيد هذا الإجراء، ولكن ينبغي أن يتم من خلال التنسيق والتفاهم الجيد. وأكد دبلوماسي على الناتو يبقى المسؤول الرئيسي، من خلال توجيه الاتحاد الأوروبي بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها.
أسلحة لأوكرانيا
ويلتقي وزراء دفاع دول الحلف أيضاً نظيرهم الأوكراني دينيس شميغال، خلال غداء عمل واجتماع لمجموعة الاتصال للدفاع المعنية بأوكرانيا. وستكون هذه المناسبة فرصة للوزير الأوكراني لتذكير الدول الأوروبية في الحلف بضرورة تعزيز دعمها لكييف.
وتلقت كييف دفعتين من المساعدات تُقدّران بنحو ملياري دولار، بتمويل من هولندا ودول اسكندنافية أخرى.
وتعهدت ألمانيا وكندا بتمويل دفعتين إضافيتين، بقيمة 500 مليون دولار لكل منهما، وتأمل كييف في الانتهاء من إعداد دفعتين إضافيتين قريباً.
وتحدث روته الأربعاء عن «إعلانات جديدة» في هذا الشأن.
من جانبه، يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية تزويد أوكرانيا، بعدد أكبر من صواريخ توماهوك بعيدة المدى، ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي الجمعة.
ولا يُتوقع صدور أي إعلان بشأن هذا الموضوع الأربعاء، لكن «احتمال توجيه ضربات عميقة قد يدفع بوتين إلى إعادة حساباته»، لأن هذا «يُهدد البنية التحتية المهمة للطاقة داخل روسيا»، بحسب ويتاكر.
0 تعليق